صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هنا الأردن يا رعاك الله | 25 عاما

في مثل هذا الوقت وقبل خمسة وعشرون عاما ذهبت الى احدى الدول الاسكندنافية لاستكمال احدى دراساتي العليا، وحين وصلت سئلت من أين أنت؟ فقلت لهم من الأردن، وإذا بي اسأل مرة أخرى أين هي الأردن؟ فأحضرت خارطة العالم واريتهم أين تقع الأردن. اليوم سأعود إليهم وآخذ معي خارطة الأردن وأقول لهم هذا هو الأردن وابحثوا عن العالم من حوله.. هنا الأردن

الأردن وعلى مدار 25 عاما ونحن نحتفل اليوم بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، خطى مراحل من التقدم والرفعة لم ولن تسجل لاي دولة أخرى تمتلك نفس مقومات المقارنة. فقد وصل عدد الجامعات الأردنية الى 31 جامعة و8 كليات جامعية و39 كليات مجتمع، ويجلس على مقاعد الدراسة الجامعية 396 ألف طالب منهم أكثر من 36 ألف طالب وافد من 111 دولة حول العالم، وعدد المدارس في الأردن تجاوز 7300 مدرسة وعدد الطلبة على مقاعد الدراسة وصل الى 2.2 مليون طالب، وليسجل الأردن أقل نسبة أمية وعلى مستوى العالم بواقع 4.9%. الأردن به 121 مستشفى وعدد الأطباء والممرضين بالنسبة لعدد السكان لكل 10 الاف نسمة وصل الى 29 طبيب و36 ممرض وهي من أعلى النسب على مستوى العالم. في الأردن 11.5 مليون نسمة 47% من الاناث و53% من الذكور، ويعتبر 70% من الاردنيين تحت سن 30 عاما. ولنبقى عند الشباب والتكنولوجيا التي هي هوس الحاضر والمستقبل، فقط بلغت نسبة الأردنيين الشباب التي تدير الشركات الناشئة في المنطقة 27%، و75 % من المحتوى العربي على الانترنت مصدره الأردن وكثير من الشركات الكبرى في المنطقة في المجال التقني تأسست على أيدي الشباب الاردني. كما وأن 27 شركة من أصل 100 شركة ناشئة عربية هي شركات اردنية. صحيح نواجه مشكلة ارتفاع البطالة التي قاربت على 22% ولكن لا ننسى أن الأردن يحتضن اليوم أكثر من 1.3 مليون لاجي سوري، ونسبة السكان غير الأردنيين بلغت 30%، فهذا هو الأردن الحاضن الجامع المحب.

الأردن وصل اليوم الى نسبة 30 % من اعتماده على الطاقة المتجددة، والطاقة الكهربائية تصل الى كل ركن ومكان ولم تنقطع يوما عن أحد. الأردن وعلى الرغم من شح المياه لديه والذي يعتبر أفقر دولة في شح المياه، لم ينقطع وصول المياه لاي مواطن على أرضه.

الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وما أدراكم، فقط وصلت نسبة انتشار الاتصال بالهاتف النقال والثابت أكثر من 100% ونسبة انتشار الانترنت تجاوزت 93% علما بأن نسبتها في المنطقة العربية 63% والعالم 66%، وتم رقمة أكثر من 45% من الخدمات الحكومية وبعدد اجمالي وصل الى 1077 خدمة الكترونية. وقد وصل عدد الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في عموم المملكة أكثر من ألف شركة موفرة أكثر من 45 ألف فرصة عمل.

القطاع الصناعي الذي تصل حصته في السوق المحلية إلى 45% رسخ مبدأ الاعتماد على الذات وكانت جائحة كورونا وما بعدها من تقلبات جيوسياسية وتذبذب في سلاسل الامداد برهانا على أن الصناعة الأردنية خط الدفاع الأول في توفير احتياجات الاسر الأردنية ، فقط تجاوز عدد المنشآت الصناعية اكثر من 18 الف منشأة ، كما وتجاوز حجم الاستثمار الصناعي حاجز 15 مليار دينار ويشغل 270 الف عامل في غالبيتهم أردنيين ، ويساهم القطاع الصناعي بما يزيد عن 22% من الناتج المحلي الإجمالي ويصدر اكثر من 8 مليار دينار ويصنع اكثر من 1500 سلعة ويصدر اكثر من 1400 ويصل الى اكثر من 140 سوق عالمي.

قطاع التجارة والخدمات يُعد حجر الأساس للاقتصاد الوطني ومحركاً أساسياً للنمو الاقتصادي، حيث تجاوزت مساهمة هذا القطاع نسبة 65% في الناتج المحلي الإجمالي، وعدد المنشآت التجارية والخدمية القائمة بمختلف مناطق المملكة قاربت 165 ألف منشأة وتشغل ما يقارب 615 ألف عامل ويعتبر المشغل الأول للعمالة في الأردن. كما ووصلت المستوردات الكلية للأردن الى ما يقارب 19 مليار دينار.

قطاع السياحة وأطلق عليه التذكرة الأردنية حقق نتائج متميزة والتي ساهمت بأن يبلغ دخل هذا القطاع من الناتج المحلي الإجمالي ما يقارب 15%، ويشغل هذا القطاع ما يقارب 58 ألف عامل، وتخطى عدد الزوار الدوليين حاجز 6 مليون زائر مسجلا دخلا سياحيا قارب 7.5 مليار دولار أمريكي، وبلغت المنشآت السياحية 3.4 ألف منشأه سياحية بها 635 فندق، و1200 مطعم، و900 مكتبا سياحيا، وتجاوزت الغرف الفندقية 30 ألف غرفة وعدد الاسرة تجاوزت 56 ألف سريرا. وهذه الفنادق موزعة بالنسبة الأكبر في عمان ويليها العقبة والبحر الميت ثالثها إضافة الى الفنادق في المحافظات الأخرى. الأردن هو من يملك مواقع أثرية مكتشفة عددها 100 ألف موقع، ومسجل منها 15 ألف موقع.

الأردن يرتبط بالعديد من الوجهات والدول وشراكات مع شركات طيران منخفض التكاليف عددها 5 شركات، هذا أدى الى زيادة إمكانية الوصول الى الأردن من مختلف الدول عبر 25 وجهة من 17 دولة، الأردن استقطب شركات الطيران العارض من 9 دول، واستقطب طيران مباشر لعمان من 37 دولة و69 مدينة و78 مطار.

العقبة ونقول هنا الأردن والعقبة بوابتنا البحرية، فقد وصلت عدد موانئها الى 12 ميناء و32 رصيف وتجاوزت الاستثمارات بها 30 مليار دينار وتشغل ما يقارب 90 ألف عامل بشكل مباشر وأضعاف هذا العدد وأكثر بشكل غير مباشر، ومسجل بها أكثر من 1800 شركة عاملة. العقبة بها 90 فندقا والغرف الفندقية تخطت حاجز 6 الاف غرفة وعدد الأسرة الفندقية تجاوزت 11 ألف سريرا.

القطاع المالي الذي تصدر الموقف في الرخاء والصعاب وبقيادة البنك المركزي الأردني قبطان السياسة النقدية وضع الأردن على خارطة التميز في الأداء والتصنيف والإدارة والرفعة. 20 بنكا مدرجا في بورصة عمان ولها انتشار في دول أخرى عديدة، وما يقارب 950 فرعا لهذه البنوك تقدم خدماتها للأردنيين والأجانب والمغتربين على حد سواء. ويشغل هذا القطاع ما يقارب 23 ألف عامل كلهم أردنيين. موجودات البنوك الأردنية قارب على مبلغ 67 مليار دينار أردني وتمثل 186 % من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 36 مليار دينار أردني، ونسبة كفاية رأس المال وصلت الى 18% وهي من أعلى النسب العالمية. وحجم الودائع تجاوزت 44 مليار دينار 80 % منها بالدينار الأردني، وحجم التسهيلات المصرفية التي ضخت في الاقتصاد للأفراد والمؤسسات قارب على 34 مليار دينار. وتعاظمت الاحتياطيات النقدية من العملة الأجنبية لتتجاوز 19 مليار دولار أمريكي وتغطي ما يقارب 9 أشهر من المستوردات وهي من أعلى النسب العالمية. وانخفضت نسبة الدولرة الى أقل من 17 % والتي تعتبر من أقل النسب العالمية، وهذه ترسخ قوة ومتانة الدينار الأردني وأنه عملة الأساس في التداول في جميع التعاملات النقدية في الأردن. كما وأن نسبة الاشتمال المالي تعاظمت بشكل كبير لتتجاوز 45%.

السوق المالي الأردني سجل إنجازات كبيرة على مدى التاريخ وهو مرآة الاستثمار المحلي والاجنبي، فقد تجاوزت القيمة السوقية للشركات المدرجة في سوق عمان المالي حاجز 17 مليار دينار وتخطت ال 20 مليار دينار أردني في مراحل مختلفة وتجاوز عدد الشركات المدرجة 160 شركة مساهمة عامة وبلغت نسبة الاستثمار غير الأردني بها 47% وهذا يؤكد ثقة الاستثمار الأجنبي في جدوى الاستثمار في السوق الأردني.

السياسة المالية في الأردن نتركها لمن ينظر الينا ويقيمنا من العالم، فالسياسة المالية في الأردن لعبت دورا مهما في تثبيت رواسخ المنعة الاقتصادية، وهذا كله ترجم في تعظيم وثبات التصنيفات الائتمانية للأردن من المؤسسات الدولية عند هذا المستوى الجيد وبالنظرة المستقبلية المستقرة، والذي أعطى الأردن مساحة كبيرة في المفاوضة والحصول على أفضل الشروط للمنح والقروض وبأقل الاسعار مقارنة مع دول اخرى تضاعفت الكلف والأعباء الاقتصادية عليها نتيجة تدني تصنيفها. هذه الجهود مكنت الأردن أيضا من الاتفاق على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي لمدة 4 سنوات بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي، وبرنامج آخر مع البنك الدولي لمدة 5 سنوات بقيمة 576 مليون دولار أمريكي، يضاف لها حزم مالية مختلفة من الاتحاد الأوروبي وآخرها حزمة مساعدات ألمانية جديدة للأردن تقارب (619) مليون يورو من منح وقروض ميسرة لهذا العام والعام القادم.

بضمانة ملكية والتزام وطني، الأردن تبنى ثالوث الإصلاح (الاقتصادي والإداري والسياسي). رؤية تحديث اقتصادي لعشرة سنوات تحمل شعار ” مستقبل أفضل ” لان الأردن والاردنيين يستحقون هذا المستقبل المشرق ويسعون له من خلال إطلاق الإمكانات الاقتصادية والارتقاء بنوعية الحياة متوجة بوسام الاستدامة. مخرجات هذه الرؤيا أخذتنا الى رؤية تحديث القطاع العام للوصول إلى” قطاع عام مُمكِّن وفَعّال يعمل كوحدة واحدة لتنمية الأردن وتحقيق الرفاه للمواطنين. ويتزامن مع هذه الرؤى رؤية التحديث السياسي وسيشهد الأردن عرسا ديمقراطيا في هذا العام كأول انتخابات برلمانية حزبية برامجية يحق لما يقارب 5 مليون ناخب وناخبة أردني المشاركة في العملية الانتخابية لانتخاب مجلس النواب ال 20 منذ استقلال الأردن عام 1946.

هذا هو الأردن وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يدخل مئويته الثانية بثبات، ونفاخر باحتفالاتنا باليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية رافعين هاماتنا بإنجازاتنا ومواقفنا الدولية. نتزين بوسام الشرف الأردني الذي طبع في قلوبنا وعلى جباهنا، مفاخرين بقيادتنا الحكيمة التي وضعت الاردن بوصلة العالم لنقول وبفخر … هنا الاردن.

حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه

التعليقات مغلقة.