صحيفة الكترونية اردنية شاملة

غياب الاستراتيجة العربية: سوقنا لحتفنا

0

شيعتنا يلطمون على الحسين ندما وتكفيرا ، وايران تلطم على كسرى وتروم مجدا غابرا يعود ، لوثت شيعتنا ببدع تهز كيان الدين ، وجعلت منها أحصنة طروادية وقنابل فارسية تنفجر فينا ، على مذبح الصفوية الهدامة للأمة وولاية الفقية الهدامة للدين . تتدخل في دولنا لتخلق من طوائفنا المعتدلة أذرع لثورة ظاهرها التطرف الديني الدخيل وباطنها مشروع شوفوني استعماري ، وتفرض سيادتها على مواطنينا باسم اثورتها وتسخرهم لمشروعها ، بل وتمضي في اختراق واستغلال عروبيينا وأحلامهم الوطنيه والسياسية وحاجاتهم المادية. ونحن نريد شيعتنا عربا أوفياء ،ومشاعل نور وحياة للدين والوطن ، ولكن ….من يستمع الى أصوات شيعية عربية مثل محمد حسين فضل الله رحمه الله وصبحي الطفيلي وعموم الزيدين وفقهائهم المتبرئين من ممارسات وأقوال ويضاعة الدخلاء المخترقة للإسلام لا يعدم الأمل ، ويجعله يتوجه الى ايران رأس الأفعى ،
. حقد تاريخي لم تمحه رحمة الاسلام ، فعقدة القادسية وإيوان الامبراطورية ما زالت تلاحقنا ، ونحن لم نحملهم وزر أبا لؤلؤه ولا عصا الشاه الصهيونية ولا بناء الهيكل الثاني لليهود . وما زال كيانهم يهتز بمجرد نطقنا بعبارة هي الخليج العربي . يتمددون في بلادنا مستغلين الظرف الدولي والعربي ، ويلاحقون في بلادهم كل من من ينطق بالعربية ، ونحن نترك مواطنينا يتواصلون معهم ويحملون مشروعهم ونتجاهل تصريحاتهم وترجمتها على الارض وندير ظهورنا لعرب الأهواز وما يعانونه ونتباكى خجلا على احتلال جزرنا .
لدينا نحن العرب مشكلة أساسية في رسم حدود صداقتنا مع حلفائنا الغربيين والشرقيين ، وأخرى في تحديد وترتيب أولوياتنا الوطنية والقومية . إن انقيادنا واعتمادنا الكلي على أصدقائنا التقليديين ما حقق ولن يحقق بأي حال أهدافنا ولا يسترجع حقوقنا ولا يحمي حاضرنا ومستقبلنا . ولنترك في هذا سوريا والعراق البلدين المدمرين والموجودين حاليا على الخارطة السياسية وهما بانتظار التعديل ، وننتقل الى مصر والسعودية كهدف قادم ومساق لنفس المصير لا قدر الله . لقد حزمت السعودية أمرها وجيشت غيرها لمواجهة ايران في اليمن لدى اقتراب النار منها ، ومنحتها امريكا الموافقة على استحياء عندما شعرت باصرار السعودية على حماية نفسها من خطر داهم ، في حين أن هذا الخطر مرتبطا وموصولا بما يجري في المنطقه . حيث لم تؤطر هذه المواجهه باستراتيجية عربية تؤثر في جذور الحدث المتمدد في المنطقة ككل لتصنع حدثا عربيا راسخا من شأنه وحده أن يؤمن حمايتها ومستقبلها ، وهو الأمر الذي أغفلته قمة شرم الشيخ ، لتصبح قمة عادية في ظرف غير عادي . وعلى ذلك لا على غيره استلمت السعودية الدعم اللوجستي المسبق من امريكا وعلى المقاس الأمريكي ، وربما يقتصر هذا الدعم على تحديد الأهداف لتضربها العاصفة الجوية بما لا يؤثر على استراتيجية كل الأصدقاء الأجانب
إن أولوية الدفاع القطري ، أو شراء الدفاع لحماية أي نظام عربي أو لحفظ وحدة وسلامة اراضيه هي أولوية واهمة وسياسة لا تفي بغرضها بل تقضي عليه في المحصله . فكل الدول العربية مستهدفة كوحدة واحده والنار تهب فيها مع توجه الريح ، وكلها بلا حليف استراتيجي رادع .
إن اعتقاد هذا الطرف العربي بوقوف الولايات المتحدة مع الشعوب العربية ومصالحها أو مع محنها كمحنة الشعب السوري هو اعتقاد يغاير الحقيقة والمنطق السياسي السليم . تماما كاعتقاد الطرف العربي الأخر بأن روسيا تقف مع الشعوب العربية وقضاياها وبأنها من توقف النظام السوري على قدميه . ولعل من قصر النظر أن لا ينظر الى روسيا وايران وحزب الله في الظرف الراهن أكثر من حلفاء لأمريكا في تقاطع المصالح على إشاعة الفوضى والتدمير والتفكيك في انحاء الوطن العربي وعلى جلب المنافع لكل منها أو دفع الضرر . تماما كتقاطعها مع مصلحة اسرائيل المحرك الأساسي للسياسة الخارجية الامريكية في الشرق العربي . فأمريكا امبراطورية تملك كل أوراق اللعبة الرابحة والحاسمة في الشرق الاوسط من أنظمة وحلفاء وتأثير وجغرافيا وقوة عسكرية ، وهي وحدها المسئولة عما يجري في الساحات العربية وإبقائه وتأجيجه وأولها سوريا وصولا الى اليمن . وإن على الدول العربية أن لا تكابر بالمحسوس ولا تضع بيضها كله في سلال لصوص السياسة الدوليين . فإيران قبل داعش ، هي اليوم الذراع المسخرة لتفتيت واستباحة الوطن العربي ، ومواجهتها لا تكون الا جزءا من استرتيجية عربية تضع العلاقة العربية الأمريكية ابتداء على المحك .
إن معزوفتي ، القطر أولا ، والحرب على الارهاب ، اللتين ابتلعناهما سما ليستا أكثر من أداتين لتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية ، فرض علينا تبنيهما كأداتين نسوقهما على شعوبنا ذريعة لتطوير سياساتنا الخارجية لكي تفي بأغراض واحتياجات تطور السياسة الخارجية الأمريكية في منطقتنا . وكليهما بضاعة أجنبية فاسده بدأت تنخر في جسد الأمة فرادى وجماعات . ومن يصر من حكامنا على حماية نظامه وبلده فعليه أن يخرج من عقال القطرنة غير الراشده ، ومن الرقص في كل عرس على معزوفة الارهاب . فحماية أوطاننا ومصالحها ومستقبلها لا يكون الا بالتفكير بعمل استراتيجي شامل يتعامل مع مجمل القضايا وما يجري على الساحة العربية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.