صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن يؤكد أهمية دور الامم المتحدة في حفظ السلام

0

أكد الأردن أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في حفظ وبناء السلام.

وقالت مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، دينا قعوار، في جلسة نقاشية عقدها مجلس الامن حول بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع، اليوم الأربعاء، انه ونظراً للمراجعتين الشاملتين اللتين ستجريهما الأمم المتحدة حول عمليات حفظ السلام ومنظومة بناء السلام، فانه يجب التأكيد على الدور المتكامل لكلاهما، اذ أن العمليتان “الحفظ والبناء” متلازمتان في الجهود الرامية الى إنهاء العنف وتهيئة الدول الخارجة من النزاع للتقدم في مسار السلام الدائم.

وأضافت أن عملية بناء السلام تتطلب جهودا متكاملة تشمل الدعم الاقليمي والدولي من جانب وتعاون والتزام حكومات وأجهزة الدول الخارجة من النزاع من جانب آخر، ليس فقط لتسهيل انجاز هذه المرحلة بل كون هذه الدول تعد شريكاً رئيساً ومسؤولاً في بناء السلام، مشيرة الى ان هذا الدور قد يشمل قيام هذه الدول بتوفير الأدوات والموارد اللازمة وفقاً لمقدرتها، وذلك لمساعدة عناصر الأمم المتحدة على القيام بمهامها وانجاز البرامج المخطط لها بكل كفاءة. وقالت ان ما يميز مرحلة بناء السلام، التي يمكن أن يطلق عليها مرحلة التأسيس والبناء، هو أنها لا تأخذ الطابع العسكري كعمليات حفظ السلام، بل تتسم أكثر بالصفة المدنية وبالعدد المحدود للعاملين فيها، الأمر الذي يجعلها أكثر قبولاً وانسجاماً مع المجتمعات الخارجة من النزاع، مضيفة ان هذا يضفي عليها مهمة أخرى وهي فهم خصائص وطبيعة المجتمعات التي تعمل بها كون مهامها ومجالات عملها المتنوعة تتميز أيضاً عن عمليات حفظ السلام، حيث تشمل المشاركة في تعزيز العمليات السياسية الوطنية وبناء المؤسسات الأمنية والقضائية وتنشيط التنمية الاقتصادية وتحسين البنى التحتية وأوضاع حقوق الانسان وكذلك تطوير البرامج الخدماتية الكفيلة بالارتقاء بالحالة المعيشية للمجتمعات.

وأكدت ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مصالح ومشاغل وتطلعات الدول التي تحدث فيها النزاعات بالإضافة الى محيطها الاقليمي، لا سيما أنه في كثير من الأحيان يشكل التهديد الذي تواجهه بعض الدول تهديداً للدول المجاورة لها أيضاً مشددة على ضرورة أن تراعي عملية المراجعة الشاملة مبدأي المرونة والتكيف نظراً لاختلاف متطلبات الدول واختلاف التهديدات التي تواجهها وتنوع سياساتها، بالإضافة الى تفاوت سرعة انجاز هذه المرحلة من دولة لأخرى، فيما يخص تحديداً انتقال المهام للسلطات المحلية.

وقالت قعوار في الجلسة المفتوحة، ان الأردن يؤكد دعمه للشروط المرجعية ورؤية الأمم المتحدة لتقوية ورفع سوية منظومة بناء السلام، وتعزيز دور الكيانات الثلاث الرئيسة التي تندرج في اطارها؛ وهي لجنة بناء السلام وصندوق بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام، والتي نثمن جهودها المبذولة في تعزيز استجابة الأمم المتحدة وتقوية دورها في دعم الدول في مرحلة ما بعد النزاع. ان المراجعة الشاملة لمنظومة بناء السلام تعتبر بمثابة التحليل والتقييم الشامل لعمل ودور بناء السلام للمساعدة على معالجة الفجوات التي أثرت على وقوضت عمل الأمم المتحدة واستجابتها وانخراطها بشكل فعال في الدول في المرحلة التي تعقب النزاعات.

كما اشارت الى ضرورة الالتفات لما يمكن أن يؤثر على عمل الأمم المتحدة في مرحلة بناء السلام والعراقيل التي قد تواجهها وأبرزها محدودية التمويل للقيام بالمهام اللازمة وغياب الارادة السياسية والتعاون الجدي والمسؤول من قبل السلطات في الدول الخارجة من النزاع بالاضافة الى احتمال تأثر بعض الدول التي خرجت للتو من النزاع من الدول المجاورة لها التي لا زال تسودها التوترات.

وفي هذا الصدد، أكدت أهمية التكامل والتعاون الاقليمي بين الدول للحد من آثار النزاعات على الدول الأخرى بأكبر قدرٍ ممكن.

وأعربت عن أمل الأردن في أن تقدم هذه المراجعة خارطة طريق تستشرف طبيعة استجابة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الفعالة للمتطلبات الضرورية لعمليات بناء السلام المستقبلية وأن تتواءم والاحتياجات اللازمة للدول الخارجة من النزاعات والتحديات التي تواجهها. كما من المجدي أن تشمل المراجعة كيفية تعزيز دور المنظمات الاقليمية والدولية وتطوير شراكات استراتيجية معها بما يشمل تأطير الدور الذي تقوم به في مرحلة بناء السلام خاصة في مناطقها الجغرافية وزيادة تعاونها وتنسيقها مع كافة الأطراف المعنية في بناء السلام. واشارت الى الانجازات الايجابية للامم المتحدة في هذا المجال في بعض الدول منها نيبال وتيمور الشرقية، لذا فان البناء على النجاحات التي حققتها الأمم المتحدة وأخذ العبر والدروس من الاخفاقات التي حصلت وتفاديها في المستقبل، يجب أن يشكل محوراً رئيساً في هذه المراجعة.

وقالت ان ايجاد آليات تمويل مستدامة سواء محلية أو دولية، أمرٌ ضروري جداً لضمان استمرارية عمليات بناء السلام في الدول.

ودعت الدول المانحة الى الاستمرار في توفير التمويل اللازم لبناء السلام بما يشمل وضع الاستراتيجيات المالية اللازمة لإدارة هذه الأموال وتوظيفها بالشكل الرشيد للاستفادة منها بأقصى ما يمكن، بالإضافة الى ايجاد مصادر جديدة للتمويل بما فيها زيادة التعاون مع المؤسسات المالية الدولية.

وأكدت قعوار أهمية مشاركة المرأة في حفظ وبناء السلام هامة وبناءة وأن الاردن “يشجع على مساهمة المرأة في بناء السلام في مجتمعها، كونها تشكل جزءاً أساسياً فيه” مطالبة بتطوير برامج تدعم هذا الدور وتشجع المرأة على المشاركة وتوفر التدريب اللازم لها للقيام بدورها وتحسين أدائها في هذا المجال.

وقالت انه من الضروري التركيز على جذب المهارات والقدرات والأدوات الملائمة والمتوفرة للقائمين على بناء السلام، سواء كانوا عناصر تابعة للأمم المتحدة أو مؤسسات الدولة المعنية، ليتمكنوا من القيام بمهامهم بكل كفاءة وبما تتطلبه الأوضاع على أرض الواقع، خاصة أن عملهم يتركز في بيئات أمنية معقدة ودول تفتقر عادة البنية التحتية الجيدة والأدوات اللوجستية والتكنولوجية التي تساعد على سير العمل بشكل سلس. واضافت ان الأردن يرى أنه من الممكن أن تتضمن رؤية الأمم المتحدة فيما يخص تطوير وتأطير منهجية انخراطها واستجابتها في مرحلة ما بعد النزاع تشكيل بعثات خبراء في مختلف التخصصات وفقاً لولايات محددة تقررها الأمم المتحدة، وذلك لضمان استدامة التعاون والشراكة مع السلطات المحلية والمنظمات الاقليمية والدولية والنهوض بالدول الخارجة من النزاعات وتجنب عودتها للنزاع مجدداً. وكان المجلس قد اجتمع في الجلسة التي عقدها برئاسة وزير خارجية تشيلي، هيرلدو ميونوز، الى احاطتين من نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان اليانسون، ومن المندوب الدائم للبرازيل بصفته رئيس لجنة بناء السلام، انتونيو باتريوتا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.