صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ثأر داعش من أبي قتادة في الأردن؟!

0

في كل أفعال داعش، ما يسيء الى الاسلام، من قتل وتهجير واستباحة لدماء الناس مسلمين ومسيحيين، وما من تنظيم أساء الى سمعة الاسلام والمسلمين، مثل هذا التنظيم، الذي يمسك النصوص ويقوم بتأويلها كيفما شاء، في زمن يفرض على كثيرين مراجعة ما هو مباح للمراجعة، فقط، وليس نقض اسس الاسلام او التلاعب عليها، بذريعة اعادة المراجعة.
يأتيك من هو أهم من داعش، ويتبنى الفكر السلفي، أي ابو قتادة الذي كان سجينا في لندن وعمان، ويقول عن داعش قبل يومين على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي ان هؤلاء هم كلاب النار، وانذال، واوساخ، ولا يترك كلمة الا ويقولها، والرجل سلفي متشدد من جماعة القاعدة، وليس مخترقا أمنيا، ولا منظما لجهاز عالمي، ولا موظفا سريا عند اي سلطة، وقد سبق التنظيم اساسا في نشاطه ووجوده وكان ممثلا لاسامة بن لادن في اوروبا.
مع ان الكلام مهم، الا اننا لم نكن بحاجة الى توضيحات، فأغلب الذين ينتمون الى داعش، تراهم جهلة، لا يحملون شهادة مدرسية ولا جامعية، واغلبهم يحملون حقدا على الناس، والحياة، او قرروا التطهر في سابق حياتهم، بالانقلاب عبر هذه الطريقة، حيث الغنائم والاموال والسبايا، والسلطة التي تجعل الناس يهابون هؤلاء تحت وطأة السلاح، واذا حللنا ظروف كل شخص، لاكتشفنا ان خلفه قصة تثبت ان هناك جذرا لهذا الانتماء المتأخر لهكذا تنظيمات.
كل الذي فعله العالم لتشويه سمعة المسلمين، والاسلام، لم ينجح، حتى جاء هؤلاء وقدموا خدمة كبيرة ضد الاسلام، باسم الاسلام، فهؤلاء بلباسهم الرث ومظاهرهم الغريبة، يريدون ان يقولوا ان القتل والاستباحة أسُّ الاسلام واساسه، وهذا غير صحيح، وجاذبية شعاراتهم تنطلي على البسطاء، واولئك الذين لم يطلعوا حقا على الاسلام، واشتراطات الجهاد فيه، وكل السماحة التي فيه.
الأخطر في كلام ابي قتادة، انه يؤسس لصراع بين جماعة القاعدة، والمعجبين بداعش، وهذا صراع قد يؤدي الى انتقامات واغتيالات، وحوادث كثيرة، والارجح ان لا تتاخر مهما طال الزمن.
نقد داعش من جانب الاخرين، مفهوم ويبرر بكونه يأتي من اعداء الاسلام- للغرابة- ولكن حين يأتي النقد الشديد من جانب شخصية وازنة في السلفية الجهادية، فسوف يترك اثرا حادا، وقد لايمر دون انتقام، وهذا يعني ان احتمال التصفية والثأر يبقى واردا بين جناحي السلفية الجهادية في الاردن، في اي لحظة من اللحظات.
في كل الحالات، لايمكن الا الاقرار بأن سمعة الاسلام تم الاساءة اليها بشدة، ومرات ننزع الى الشك في كل نشأة داعش، على مستويات معينة، استطاعت استقطاب كل هؤلاء الشباب، من اجل مهمتين فقط، اولهما تدمير بنية المنطقة، وثانيهما الاساءة الى الاسلام، وهذه قد تكون الاهداف الخفية وراء هذا التنظيم الخارق.
علينا إذن أن ننتظر ثأر داعش المحتمل.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.