صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خلافات وزراء حكومة النسور

0

في كثير من الأحيان لا تشعر بوجود حكومة متماسكة، وتغلب شخصية رئيس الوزراء على الطابع العام لهذه الحكومة، فهو صاحب الحظوة الإعلامية في جميع المشاهد، وبعض من حضر اجتماعات مجلس الوزراء يتأكد من هذا الانطباع وهو يرى دولته يتعامل مع اعضاء المجلس وكأنهم في حصة مدرسية.
هذه العلاقة غير الصحية بين الرئيس والوزراء بدأت تداعياتها تظهر في المعاملات اليومية لإدارة الدولة، والكل يشاهد ويتلمس الفجوة في العلاقات بين الرئيس وباقي الوزراء، فاصبح هناك “شلة” للرئيس من هؤلاء الوزراء الذين يحظون برضاه، ويتواصل معهم باستمرار ليس في العمل فقط وإنما في حفلاتهم وسهراتهم.
وهناك وزراء باتوا بعيدين عن مرمى الرئيس، ولا يحظون بتلك الحظوة، لا بل يتم توريطهم في قضايا ومشاهد، ويتركون ليتحملوا مسؤوليات الوضع لوحدهم، والرئيس يكون بمعزل عنهم.
علاقة وزير الداخلية حسين المجالي، على سبيل المثال لا الحصر، مع الرئيس ليست بالشكل الذي تظهره عدسات الكاميرات التلفزيونية، فالنسور يشعر بريبة تجاهه لاعتبارات تنافسية، إذ دائما ما ترجح الصالونات السياسية اسم المجالي كرئيس وزراء مقبل، وهذا يعرفه جيدا النسور، لكنه يكره ولو مجرد التفكير به، لأنه لا يتصور نفسه ابدا خارج الدوار الرابع، لذلك هو يحاول زج المجالي في القضايا الخلافية المعقدة، مثل قضية معان التي يتصدر وزير الداخلية مشهدها الاعلامي لوحده، في حين ان الرئيس اختفى تماما منه ولا يظهر في الامر ولا يتحدث به لا من قريب ولا من بعيد، علما بان شخصية الرئيس تحب الحديث والكلام في كل شيء سواء يعرفه ام لا يعرفه.
الامر لم يقتصر على الحالة السابقة، فالخلافات بدأت تطفو على السطح بين الوزراء أنفسهم، وأصبح بعضهم “حردان” لا يكلم الآخر، فالكل يسمع بالخلافات العلنية بين وزيري المالية والصناعة، فالاثنين في حالة تناقض تام، واختلاف يصل في بعض المراحل الى القطيعة، والرئيس لا يتدخل في هذا الخلاف الذي انعكست تداعياته على مناقشات الكثير من التشريعات والقرارات الاقتصادية.
حتى وزير التخطيط الدكتور ابراهيم سيف صاحب الشخصية الهادئة لم يسلم من هذا المناخ السلبي في العمل، فعلاقته ايضا مع وزير المالية ليست على ما يرام، فالاخير دائما ما يحمله في خطاباته الاعلامية التقصير في تنفيذ مشاريع المنحة الخليجية، علما بانه يعلم جيدا ان التاخير في المنحة يرتبط بموافقات الدول الخليجية المانحة وليست وزارة التخطيط، التي ارسلت قائمة المشاريع المتفق عليها منذ شهر كانون ثاني الماضي، ولغاية الآن لا تسير عمليات الموافقات من الجهات الممولة بالشكل المطلوب.
هذا مشهد مصغر مما يجري في أروقة حكومة النسور، والمخفي أعظم بكثير، ولا يوجد ما يشير إلى تدخلات من قبل النسور لإزالة هذه الاحتقانات بين زملائه، فهذه مسألة لا تبدو من أولويات عمله.

[email protected]
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.