صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ماذا بعد الشغور الرئاسي؟

0

في حالة غير مسبوقة حمل الرئيس ميشيل سليمان حقائبه وغادر القصر الجمهوري في بعبدا الى منزله في بلدة عمسيت. الرئيس سليمان سجل سابقة لم يشهد التاريخ الرئاسي في لبنان مثلها . هو عندما دخل الى القصر لم يجد من يسلمه المسؤولية والمنصب حسب البروتوكول ، وها هو يغادر القصر دون ان يسلم المنصب والمسؤولية والمهمة والعهدة الى رئيس جديد ، لذلك يقال في بيروت اليوم ان الرئيس سليمان هو الاوحد الذي لم يستلم ولم يسلم .
ولكن هذه ليست المشكلة التي تشغل بال اللبنانيين فحسب ، بل هم قلقون من تداعيات الشغور الرئاسي الدستوري ، رغم تخويل مجلس الوزراء القيام بالمسؤؤلية ، حيث تم نقل مهام الرئيس للمجلس مجتمعا ، خصوصا في ظل المحاصصة الطائفية وهي العقدة التي تبرز مع ظهور كل ازمة في لبنان .
في لبنان يكثر الحديث عن التوافق وعن الميثاق الوطني ، وعن الحرية والديمقراطية والالتزام بنصوص الدستور ، ولكن في النهاية يظهر ان لكل طائفة اميرها الراغب بالتقاسم ، رغم الحراك السياسي والحزبي الذي يغلف الحقائق على الارض والواقع.
كان لبنان في زمن العز الديموقراطي والازدهار الاقتصادي محسود من العرب ، وكان يقال :” نيال من له مرقد عنزة في لبنان ” ، وكان لبنان الرئة التي يتنفس منها الشعب العربي وانظمته ، وهو الملجأ الذي كان السياسيون المطاردون يفرون اليه من ظلم الحكام الديمقراطيين !! ، وكان النظام العربي الذي يحترم حرية التعبير ، وعاصمته مدينة الفن والصحافة والثقافة والحرية ، والاهم ان الانظمة العربية لعبت لعبتها لتخريب هذه المساحة من الحرية والديمقاطية ، وجعل لبنان على شاكلة الانظمة العربية الاخرى .
وقد لاحت اللحظة التاريخية لتخريب لبنان عبر اشعال الحرب الاهلية ، وبسط النفوذ العربي والخارجي على مقدرات هذا البلد ومصادرة قراراته السيادية ، وقد لعب امراء الطوائف وجنرالات الحروب وتجارها دورا مهما في تنفيذ المشروع تحت عناوين وشعارات وطنية وطائفية. واصبح لبنان رهينة لقرارات الخارج العربي والاقليمي والدولي ، ولكل لاعب مصالحه .
لذلك كنت على يقين ، كما كل المتابعين للتطورات في الساحة اللبنانية ، أن مجلس النواب بكل كتله واحزابه ومستقليه يعرفون ان النواب غير قادرين على الاتفاق حول مرشح جامع ، وانهم غير قادرين على انتخاب رئيس صناعة لبنانية كما كان يقال ويتردد في وسائل الاعلام وفي الصالونات الحزبية .
ومن هنا دخل منصب رئيس الجمهورية في حالة شغور، ولا يعرف اي من اللبنانيين متى سيتم انتخاب الرئيس الجديد ، بعدما ترك اصحاب القرار صلاحية استيلاد الرئيس لاطراف خارجية اقليمية ودولية ، كما هي العادة في العقود السابقة . واعتقد ان كل الاطراف المعنية اخرجت سمير جعجع من المعادلة ، وبقي الجنرال عون يسابق الوقت من اجل اختطاف اللحظة عبر اتصالاته تاداخلية والخارجية ، الا اذا كان النوايا في الخارج قبل الداخل اختيار رئيس من خارج حلبة الصراع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.