صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المنطقة بين المناورات السياسية والمنورات العسكرية!!

0

في المنطقة يتحدثون عن حوارات واتصالات على مختلف المستويات وجهود للتهدئة، ولكن ما نشاهده ونتابعه يبعث على الشك والقلق، فالمناورات العسكرية تسير في موازاة المناورات السياسية في المنطقة، ومن هنا نتساءل: المنطقة كلها الى اين وما الذي يجري، وهل هناك قوى لا تريد لها ان تستقر او تهدأ؟
تابعنا الحوار الاميركي الايراني باهتمام، واعتبرناه عنصر تهدئة في المنطقة، كما تابعنا بكل التفاؤل الاتصالات السعودية الايرانية باعتبار ان التوصل الى حالة من التفاهم بين البلدين يزيل حالة التوتر ، ويزيد منسوب التفاؤل الذي يساعد على ايجاد مخرج للازمة في لبنان ، ودعم الحوار في سوريا لوقف التصعيد العسكري والسعي لحل المشكلة بالوسائل السلمية لوقف شلال الدم في بلد عربي له دوره وموقعه السياسي المهم في اطار الصراع العربي الاسرائيلي.
امام هذا الواقع السياسي بدأنا نسمع عن مناورات عسكرية كثيرة في المنطقة تعكس حالة من التوتر بعيدا عن مساعي الانفراج . يحدث ذلك في الوقت الذي تعلن فيه واشنطن انها لن تخوض حروب جديدة في الشرق الاوسط ، وانها لن تبعث جنودها الى خارج حدودها ، لأنها ارادت الخروج من العراق وافغانستان اولا ، ولأن الرئيس اوباما ومنذ وصوله الى السلطة قرر حل الازمات مع الدول الاخرى بالحوار والوسائل السلمية ، اضافة الى ان الاوضاع الاقتصادية تأخذ الحيز الاكبر من اهتمات الادارة الاميركية ، وهو الذي يدفع بالمحللين السياسيين والمتابعين للتطورات في المنطقة الرهان على العامل الاقتصادي في عدم نشوب حروب اميركية جديدة في المنطقة .
ولكن المتابعين للتطورات اليوم لا يشعرون بالارتياح ، خصوصا بعد وقف المفاوضات على المسار الفلسطيني ، وتداعيات هذه الازمة التي افتعلتها اسرائيل لتطيل المفاوضات وعرقلة الوصول الى حل سلمي . فحكومة اليمين الاسرائيلي تهرب الى الامام لفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية بعد المصالحة الوطنية ، وتريد تعطيل الحوار الاميركي الايراني بأي ثمن وبكل الوسائل ، وتسعى الى خلق مشكلات امنية وقلاقل على الحدود مع لبنان وسوريا ، بهدف توريط الولايات المتحدة في الوضع السكري الاقليمي ، خصوصا انها تعرف ان التوصل الى تفاهم بين السعودية وايران يضيق الخناق على مشروعها الاهم المتمثل بيهودية الدولة وتهويد القدس والاستمرار في نشاطها الاستيطاني . كما ان هذا التفاهم سيعيق تصدير الازمات الاسرائيلية الى الخارج ، حيث تنشب الان ازمة داخلية مهمة داخل تركيبة الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل ، وسوف تنعكس نتائجها على العلاقات الاميركية الاسرائيلية .
في النهاية يمكن القول ان حالة من الغموض والضبابية تغلف التطورات السياسية والعسكرية الاقليمية ، ولا نعرف الى اي مدى ستطول حالة الصراع بين المناورات السياسية والمناورات العسكرية ، لأن الازمات تصاعدت واشتدت بانتظار حالة الانفراج او الانفجار!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.