صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الحلم والمفتاح والارادة التي لم تنكسر..

0

بعد 66 عاما على النكبة الفلسطينية العربية الاولى ، نتيجة الحرب التي اطلقت عليها اسرائيل لقب ” حرب التحرير” ، نستطيع القول بأن الاهداف الحقيقية لتلك الحرب سقطت ، بعد فشل الدولة العبرية في تحقيقها ، واعني ” اسرائيل الكبرى ” التي اعلنت الحركة الصهيونية بأن حدودها من الفرات الى النيل، والقائمة على التوراة والسلاح والخرافة . كما سقطت المقولة اليهودية التي تزعم أن ” الكبار يموتون والصغار ينسون ” ، فما زالت اسرائيل حتى الان غير قادرة على الاستقرار او ترسيم حدودها.
اما الهزيمة العربية الثانية التي اطلقنا عليها اسم “النكسة” ، والتي اطلقت عليها اسرائيل اسم ” حرب التحرير” ، فهي مواجهة مستمرة حتى اليوم ، فلم تتوقف الحرب ابدا ، رغم اتفاقيات السلام التي لم تحقق اهدافها حتى الان ، بسبب المراوغة الاسرائيلية والمراوحة الصهيونية ، من اجل كسب المزيد من الوقت ، لتنفيذ مراحل المشروع الاسرائيلي الاستيطاني التهويدي في القدس المحتلة وكافة انحاء الضفة المحتلة .
في خضم هذا المشهد استيقظ ابناء الشعب الفلسطيني صباح اليوم دون الاحساس بالمرارة او الحزن او العجز ، كما كانت عادتهم طوال الاعوام السابقة ، حين كانوا يرفعون الاعلام السوداء فوق البيوت في المخيمات ، ويطلقون الخطب الحماسية فحسب. فاليوم هم يعرفون حقوقهم في اقامة الدولة الفلسطينية ، ويعرفون حدودها ،ويتمسكون بحق العودة ، وفد بات العالم كله يسأل الان عن حل الدولتين وعن دولة الشعب الفلسطيني المستقلة القادرة على الحياة والاستمرار.
ولكن الحكومة اليمينية التي تمثل المجتمع الاسرائيلي المتطرف ترفض الاعتراف بالدولة وحدودها وعاصمتها القدس ، كما تنكر حق العودة ، بل تسعى الى اقامة الدولة اليهودية العنصرية ، والانتقال من الدولة التي يزعمون انها ” ديمقراطية ” الى الدولة الدينية ، وهوالصراع الذي بدأ داخل مكونات المجتمع الاسرائيلي ، بين العلمانيين وبين المتدينين ، منذ قيام الدولة العبرية في العام 1948 ، وانتصار هذه الدعوة الان يؤكد انتقال غالبية يهود اسرائيل الى اليمين ، والى التطرف والعنصرية.
ومن هذا الواقع انطلقت الدعوة لاقامة ” اسرائيل دولة يهودية ” وهي الدعوة ، بل المشروع ، الذي افشل عملية السلام عبر الانقلاب الاسرائيلي على الاتفاقيات الموقعة مع قيادة السلطة الفلسطينية ، التى تحاول اليوم الرد على المشروع الاسرائيلي بالمصالحة الوطنية ، وبوقف التنسيق الامني مع اسرائيل .
والذي اريد قوله في هذه المناسبة اليوم ، في ذكرى النكبة الفلسطينية والهزيمة العربية ، هو ان الاجيال الفلسطينية والعربية ما نسيت القضية المركزية العربية ابدا، بعدما سقطت كل الجهود الاسرائيلية والمشبوهة التي حاولت طوال 66 عاما اقتلاع القضية الفلسطينية من الذاكرة العربية … وما زالنا نرى الحلم والمفتاح والارادة التي لم تنكسر هب الاقوى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.