صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رؤساء بالجملة !!

0

في اسبوع واحد سيتم اختيار ثلاثة رؤساء عرب في لبنان ومصر وسوريا . ففي لبنان ما زالت الامور غامضة بانتظار قرار اقليمي او دولي ، رغم الضجيج الذي نسمعه عن الجهود الحثيثة والمكثفة لاختيار رئيس جديد صناعة لبنانية ، اما في سوريا فالامر محسوم والنتائج واضحة رغم تلويح دول غربية بعدم اعترافها بنتائج الانتخابات التي ستجري في ظروف غير طبيعية ، وواقع امني غير مسبوق.
يبقى الحديث عن مصر ، فالمعركة واضحة بنتائجها لصالح المشير عبد الفتاح السيسي ، على الرغم من صلابة وقوة المرشح حمدين صباحي ، الذي امتلك الجرأة والشجاعة لخوض المعركة المعروفة بنتائجها وخواتيمها ، والذي سيحقق نتيجة مهمة في مواجهة المشير ، على عكس ما يتوقع الكثيرون من المتابعين والمهتمين .
بالنسبة لموازين القوى واضحة، فقد انحاز حزب النور السلفي لصالح السيسي ، وكذلك حزب الوفد والقسم الاكبر من تنظيم “تمرد” ، اضافة الى جماهير غفيرة من المواطنين الذين يريدون عودة الامن والاستقرار لمصر ، لاعتقادهم ان المرحلة تحتاج الى رئيس قادم من المؤسسة العسكرية ز
بالمقابل يخوض حمدين صباحي المعركة كمرشح للعمال والفلاحين ويركز على الحرية والعدالة ومحاربة الفقر، اي انه مرشح الكادحين والمستضعفين . وقد يلتقي المرشحان الى حد ما حول معالجة الملفات الاقتصادية المعقدة والكبيرة ، ام بالنسبة للسياسة الخارجية فالامر غير واضحة وغير محسومة ، انما يعتقد المواطن المصري ان المرحلة الجديدة ستشهد شيئا من تطوير وتوطيد العلاقة مع روسيا دون تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الغرب ، ولكن دون تبعية .
يبقى السؤال الاهم حول مصير معاهدة كامب ديفيد في حال فوز اي من المرشحين . وهو السؤال الذي كان يشغل بال المواطن المصري والمواطن العربي ، الى ان جاء الجواب النهائي من المرشحين في الحوار التلفزيوني ، حين اكد كل من المرشحين ضرورة المحافظة على كل المعاهدات والالتزام بكل الاتفاقيات المبرمة مع الدول ، الا ان المرشحين اعلنا ان معاهدة كامب ديفيد يجب ان تخضع للتعديل بسبب التطورات الامنية في سيناء ، خصوصا ان الامور الامنية تتصاعد ، او في طريقها الى التصعيد خلال المعركة الانتخابية وبعدها .
وامام هذا المشهد ، نجد ان على الرئيس الجديد في مصر مواجهة القضيتين الاصعب والاعقد وهما الملف الامني والملف الاقتصادي ، بحيث سيضع كل من الملفين مسيرة الرئيس المنتخب على المحك في اكبر دولة عربية وهي مثقلة بارث كبيروثقيل يتمثل بعدد كبير من القضايا المتراكمة .
نريد لمصر ان تستعيد روحها وتاريخها ودورها ، ولكن نهوض بلد بحجم مصريحتاج الى جهد كبير بحجم مصر وبدعم عربي اكبر، مع ايماننا بقدرة الشعب المصري على اعادة توحيد صفوفه واستنهاض قدراته من اجل محبة مصر وعشقها وتحقيق العبور الاخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.