صحيفة الكترونية اردنية شاملة

«الغارديان»: 5 مخاطر تُهدد بأزمة عالمية في الطاقة بعد عام 2015

0

يحدد الخبير الجيولوجي الدكتور جيريمي ليفيت، الذي يعمل مستشارا لدى الحكومة البريطانية لشؤون الطاقة المتجددة، 5 مخاطر عالمية مرتبطة مباشرة بالطاقة سوف تهددها، كما يقول، بإثارة ازمة عالمية في وقت ما بين عامي 2015 و2020، طبقا لما ورد في صحيفة الـ«غارديان» في تقرير بعنوان «هل ازدهار النفط الصخري مجرد أوهام؟ ان هذه المخاطر هي: استنزاف النفط، انبعاثات الكربون، تراكم الكربون، الغاز الصخري والقطاع المالي.
ويلاحظ ليفيت ان اخطر ما في هذا الامر هو اعتمادنا المتزايد على مصادر وقود احفوري مُكلف مما قد يؤدي لوضع صعب جدا في الامداد مع بداية عام 2015: ويبدو ان هناك عددا كبيرا من المحللين داخل وخارج صناعة النفط يتفقون مع هذا التقييم. ولذا يقول ليفيت: اذا كنا على صواب في موقفنا هذا، ولم نفعل بالتالي شيئا لتخفيف العواقب، سوف نواجه في الفترة القريبة المقبلة ركودا اقتصاديا مبكرا.

القطاع المالي

وفيما يتعلق بالتطورات على مستوى القطاع المالي، يؤكد ليفيت ان العديد من خبراء المال يحذرون الآن من ان الفشل في كبح القطاع المالي بعد الازمة المالية الكبرى في 2008، سوف يجعل احتمال الوقوع بأزمة مالية اخرى مماثلة امرا يكاد يكون حتميا.
وفي هذا السياق، يشير ليفيت الى وجود دليل متزايد الوضوح يبين ان معظم العاملين في صناعة النفط والغاز ومموليهم ومؤيديهم قد بالغوا عن عمد في تقديراتهم لاحتياطيات الوقود الاحفوري وفي قدرة هذه الصناعة على الاستمرار. وهنا يشير الى برقية الكترونية مُسربة من قبل واتس رئيس وحدة التنقيب في شركة شل يقول فيها في نوفمبر 2003: «لقد تعبت وسئمت من الكذب حول المسائل المتعلقة باحتياطياتنا، وما يتعين علينا عمله بالتالي من مراجعات لتخفيض مستوى ذلك التفاؤل المفرط».
بل وبعد اعترافه بأن «شل» بالغت بنسبة %20 في تقدير حجم الاحتياطيات النفطية، اضطر واتس، كما يقول ليفيت، لمراجعة تلك التقديرات وتخفيضها ثلاث مرات اضافية.
يحدث هذا في وقت لا تزال فيه الشركة تعاني مما يبدو انه فشل في الاستثمار بما يوصف بفيض الغاز الصخري الامريكي. فقد ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» في اكتوبر الماضي ان رهان الشركة على هذا القطاع لم يحقق بعد النتائج المطلوبة على الرغم من ان حجم استثمارها في ما يوصف بالغاز والنفط غير التقليديين في امريكا الشمالية بلغ 24 مليار دولار على الاقل.
لذا، لم يكن مُستغربا ان اعلنت شل في محاولة مضنية منها لتحقيق الربح عن ما وصفته بـ«مراجعة استراتيجية» في محفظتها المالية الخاصة بالغاز الصخري بعد ان بلغت قيمة الاضرار التي لحقت بها في هذا المجال 2.1 مليار دولار.

شكوك

ومن هنا لا يتردد ليفيت في الاعراب عن شكوكه وبدرجة كبيرة بقدرة الغاز والنفط الصخريين على تغيير قواعد اللعبة.
فعلى الرغم من ارتفاع معدلات الحفر والتنقيب لم يزداد انتاج النفط الامريكي الا بمقدار مليون برميل تقريبا.
ولو تذكرنا ان الاستهلاك العالمي للنفط يبلغ حوالي 90 مليون برميل يوميا، لتبين لنا ان الاضافة النفطية الامريكية له تبدو متواضعة ولا تغير شيئا في الصورة.
بل وحتى عندما كرر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون اخيرا التزام حكومته بإعطاء الاولوية في الاستثمار للغاز الصخري، قال ليفيت محذرا ان معدل التنقيب عن النفط الصخري انخفض منذ عام 2009، وان الامر لم يعد سوى مسألة وقت حتى يتراجع الانتاج الامريكي منه.
والحقيقة ان ليفيت ذهب لأبعد من هذا عندما تساءل خلال لقاء صحافي حول ما اذا كان هناك فعلا ازدهار نفطي صخري حقيقي في امريكا الشمالية وقال: كيف يمكن ان يوجد مثل هذا الازدهار ويستمر في الوقت الذي تم فيه شطب استثمار بقيمة 32 مليار دولار في هذا الازدهار المزعوم؟
واضاف ليفيت: من الافضل ان تُحيل هذه المسألة الى حكومتنا البريطانية الموقرة التي يبدو انها تتجاهلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.