صحيفة الكترونية اردنية شاملة

التاريخ الحقيقي للقيادة كنظرية وتطبيق بقلم: سليم الحموري

 

كتب سليم الحموري

أن تكون قائدا في مستقبل القريب لا يلزم لك كثير من الجهود رغم اهمية الموضوع وتطلع الرياديين في العالم لهذا التمييز والذي يعتبر شغف حقيقي واهمية قصوى في كبرى المنظمات والمؤسسات في العالم ويتطلع اليه كل الطموحين ان صح التعبير اولاً لابد من الاعتراف ان الساحة والميدان امام الجميع.

لكن علينا الاعتراف انه لم يتمكن العلماء ان يتفق منهم على معنى واحد يعبر ويعطي معنى الادارة الحقيقة والمتميزة و الفاعلة والفريدة من نوعها والوصول الى القيادة المعنى الواحد وذلك لمحتلف المعايير والأمور المحيطة والأثر والمؤثرات المختلفة لكن اهمية القيادة من اهمية التاريخ ولم يتمكن الباحثين من تحديد مسار واضح يبين اهمية القادة عبر التاريخ او التسلسل التاريخي للقيادة ليبدأ المسار عن من تطرق الى هذا الشأن ومن الكتب التي قراءتها كتاب كيت جرنيت مقدمة قصيرة جداً وهو مترجم وهذا الكتاب يضيف للقارئ رؤية اضافية وتضفي للقيادة شغفاً اضافياً لا يمكنك فقط من اطلاع لجوهر الموضوع وحسب وانما يعطيك تفصيل يضيف للباحث حلقات اخرى وتوضيحات اخرى وقد بين الكتاب انه وبحسب امزون 29 أكتوبر 2003 كان هناك 14139 كتاباً وبعد ذلك بغضون ست سنوات فقط تضاعف هذا العدد اربع اضعاف ليصل الى 53121 كتاباً، ومستقبلا بتزايد لأن الكثير سيجد ضالته بهذه الكتب وتشبع رغباته وممكن للبحث عن مهارات اما ان يكون مختص اكادمياً في هذا الشأن فلابد من التوضيح واحترام العقول والبداية بكتابة عدة مقالات تكون نواة عن تاريخ القيادة الحقيقي لأن الباحثين الغربين يعتبروا بداية الفترة اليونانية بدايت العهد بالكتابة عن القيادة وننسى وجود القادة وفي تراثنا العربي الاسلامي الأمتداد التاريخي عن تارخ القادة الحقيقي انه منذ ما بعث سيدنا ادم عليه الصلاة والسلام وهذا يعني مسح او حذف جزء كبير من الاصل والامتداد التاريخي وايضا عدم تصور البدايات ومن هنا معرفة الأهمية العامة للقيادة انها حاجة بشرية بل من اقصى الحاجات فالانبياء بعثوا ليعموا امور الدين والدنيا وهذا يحتاج لأن يكونوا شاهد ونموذج يقتدى به ومن هنا يمكننا القول ان القيادة لازمت البشرية منذ ولادتها وهذا انصاف و الاستفادة من المدارس التقليدية الذي بدأ كيت فيها بالمجتمعات الزراعية .

وهذا طبعاً سبقه عدة مجتمعات مهم وخصوصاً للباحثين في هذا الشأن وخصوصاً ان المدرسة العربية المعاصرة في موضوع القادة لم تنصف قادة الفكر والعمل منذ بداية التاريخ والقدوة الحسنة الأنبياء ولعل من اقوى ما اطلعت في الكتب العربية كتاب القيادة دراسة في علم الأجتماع النفسي والأداري والتنظيمي لقيته وفق في جوانب الأجتماعية للقيادة وتقسيماتها لكن باب نظريات القيادة بدأ فيها في العصر الأغريقي وهنا لعله بدأ بتأريخ منذ بداية عهد الكتابة والتوثيق عن القيادة لكن نتمكن من الفهم في تراثنا الاسلامي من القرآن الكريم احوال الأمم السابقة منذ زمن سيدنا ادم عليه الصلاة والسلام وحتى باقي الانبياء عند اقوامهم ومن هنا سجل القادة وما حصل معهم من احداث وتجاوزوها للعمق الرسالة واهميتها واثرها ليومنا هذا وللمستقبل هذا هو صميم القيادة المسؤولية التاريخية والمستقبلية ومدى فهم البشرية لها فكانت بعثات الأتبياء اسمى القيادات والقدوة في الفكر والاقتصاد والعلوم وعموم المعارف وانها اسست مدارس في طب والحكمة والعلم قبيل اليونان بستوات وواضح التأثير بهيلنة ورومنة التاريخ وكان العلوم لم تخرج من الشام واليمن ومصر والعراق واليمن اي الأراضي العربية ويكفي ان نقول ان زمن سيدنا لقمان الحكيم وزمن نبي الله دانيال سبق ارسطو وافلاطون بقرون .

ومن هنا لابد من اعادة كتابة وصياغة تاريخ وامتداد القادة منذ الحاجة لها على مستوى البشري وحتى لا نذهب للمجتمع علينا اولاً ان نبدأ من القيادة الفردية اي الخصائص التي تمكن الفرد من ان يقود ذاته ويكبح جماح شهواته وهذا ما دعى اليه ديننا العظيم وما اتى به قادة الخير في كل زمان ان تمكن ما ان تعطي نفسك حقها من الخير وتجنها الشر والشرور وهذا الامر تستطيع فهمه جلياً من لغة العرب وكما ذكر ابن منظور في لسان العرب القيادة من قود انها نقيض السوث يقود الدابة من امامها ،وسوقها من خلفها ، قالقود من امام والسوق من خلف : قدت الفرس وغيره اقوده وقودا ومقادة ومقيودة واقتادوا رواحلهم ، قاد الدابة قوداً،والشاهد في كلام ابن منظور وهنا وفاته 1311ر – 711ه اي مصطلح مستخدم وكثرة في تراثنا وهذا ما نحن بحاجته كتاب القيادة في الأرث العربي الأسلامي لو انه يتضح انها مجرد اشارة لكن لابد ان نتبين ان هناك كتب مختصة بقيادة الخيل وتسيس الدولة التي سميت سياسة لاحقا ونرجع لابن منظور فلان القائد ، جمع قائد الخيل قاده وقواد وهو قائد بين القيادة ، والقائد واحد القواد وأعطاه مقادته: انقاد له. والانقياد: الخضوع. تقول: قدته فانقاد واستقاد لي إذا أعطاك مقادته، وفي حديث علي: قريش قادة ذادة أي يقودون الجيوش، وهو جمع قائد. وروي أن قصيا قسم مكارمه فأعطى قود الجيوش عبد مناف، ثم وليها عبد شمس، ثم أمية بن حرب، ثم أبو سفيان.

وفرس قؤود: سلس منقاد. وبعير قؤود وقيد وقيد، مثل ميت، وأقود: ذليل منقاد، والاسم من ذلك كله.

والقيادة وجعلته مقاد المهر أي على اليمين لأن المهر أكثر ما

وهنا مهم تذوق المعنى ومعرفة وقع المعنى في لغة العرب وان مضامينها تعلقت بقيادة الخيل والإبل وهذا ما كان في حياة العربي آنذاك حياته ومن هنا الدلالة على أهمية المعيار الزمني في مصطلح القيادة وهنا لابد من التنويه العميق على الاستخدام الاصطلاحي للقيادة وبيانه في حياة الخلفاء الراشدين وقبلها البعثة النبوية وهنا دلالة لطيفة بأن قريش كان فيها هذا المعنى وحتى زمن قصي بن كلاب الذي قسم الرفادة والسقاية وامور الجيش وامارته وتكوين مركز تجاري وديني بحيث كعبة العرب فيه وكان لكل قبيلة صنم بزعمهم وصارت قريش كالقرش بين قبائل العرب لا تغزي ولا تغزى ولا تخضع لأي حكم سواء عربي خالص ام عجمي تخضع له العرب كما الغساسنة عمال للروم والمناذرة عمال للفرس وهكذا وكان للعرب حكم خالص في كندة وحمير خلاصة الحضارة اليمنية برغم من تحالفات تاره والحروب تارة أخرى وحكم تغلب وحكم عبس وحكم الازد عموماً فالعرب عرفت الحكم وعرفت القيادة بمعنى سيطرة على مجالات معينة متعقلة بدرجة السطو والنفوذ والمفاخرة بينهم على أمور تتعلق بالعرف السائد آنذاك من إكرام الكرام وإطعام الطعام وشدة الفصاحة والبلاغة والإشعار التي تأثرك ثر في الزمن وكانوا حرصين كل الحرص على ان ترسل مثل من الامثال او حكمة من الحكمة او حرص على عرف معين حتى لا تقول العرب ان فلان فعل كذا او تترك فعل فيه خير وفيه انفة وخصوصاً من الاستجارة التي ربطت بالحمى والشجاعة والمرؤة وكل ذلك للظهور

الاستنتاج بنظرة خاصة

1-​العرب عرفت القيادة على مستوى الفردي وربطها بالقدرة على السير وتسير الحصان أو الراحلة وهذا الذكاء الفطري الذي ينسجم مع التدرب والاستعداد وبالتالي قيادة المجموعة ومجرد السفر لابد له من قائد وقائد الركب وهنا نستحضر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني بسند حسن ورواه أبو داود ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليمروا أحدهم )

وهنا لابد من الاستدلال في هذا الحديث النبوي الشريف إن المسافرين من يأمروا احدهم أي مسؤولية التكليف الفرد والمجموعة وفي رواية الحديث ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود قال نافع قلنا لأبي سلمه أنت أميرنا وهنا هم من اختاروا قيادتهم ولو كانت في مهمة يسيرة فمن باب أولى ان عموم القادة متعارف عليها ومطبقة في الحياة اليومية البسيطة وتسير بهذا المنحنى نحو الأمور العضال فكانت مصطلحات يعقد اللواء وترسل السرايا وتعد العدد للعلم وإضافة مضامين الرسالة العظيمة على الطبيعة العربية الذي عرفت معنى القادة في حياتهم البسيطة ثم إلى قادة القبيلة والمجتمع وصياغة كل هذا الاستعداد الفطري

2-​قول سيدنا علي بن أبي طالب وهو الأمام القائد بالسلم والحرب واهم القادة الفكر في تاريخ البشرية مهم فيما نقله ابن منظور في لسان العرب وفيه دليل على اصطلاح القيادة وإنه ومتعارف عليها وذكر عن قريش وهنا في البحث كانت إضاءة في استعراض تاريخ قريش والتأكد من أنها عرفت القيادة منذ قصي بن كلاب وسنأتي لذلك فصل كامل .

3-​التركيز على استمرار هذا المصطلح وملاحظ الإضافات الزمنية للمصطلح وتأثر كل فترة بمعرفة ومهم توضيح نظرية إن المصطلح يعني لكل جيل بمعنى واهم ما سنتطرق إليه هو اختصار الزمن في شخصه وجهز لأمته (من يتحدوا معه بالمصير

4-​معاني الخضوع والأتباع كنوع من الانقياد وراء القائد والصفات العربية الإسلامية هي ما ارتقت بالقيادة فصار جمع الناس وسوقهم إلى مخافة الله تعالى وازدياد في عمل الخير وابتعادهم عن الشر وهنا سنتطرق إليه

5-​عرفت قوة القيادة بحجم الأتباع وقوة متابعة العمل وتتمة هذا المشروع وكل ما زاد تأثر

بالماضي وزاد تأثيره الحاضر وكان له صدارة في زمانه وكان له الإعداد للقادة في المستقبل

هنا توضيح أن ابن منظور ومرجعه من أهم المراجع باللغة وهو عالم وفقيه ولغوي والملاحظ انه كان مؤرخ وفي الفترة العباسية الثانية وفي القرن السادس هجري وهي فترة غنية وملاحظ ألامتداد الثقافي باللغة والأدب والحضاري بامتداد بيئة سليقي اللغة ،ولابد من توضيح أهمية علم اللغة في القيادة في الخطابة والتعبير عن النفس ومخاطبة ،ولابد أن المجتمعات العربية كانت على قدر كبير من الأهميه وكان العامة عندهم درجة كبيرة من الفصاحة والبلاغة التي صارت بعد من فنون اللغة من الحديث ان قادة الفكر وقادة القبائل ورؤسائها والمؤثرين في ناس كانوا على قدر عالي من القدرة على خطابة والفصاحة حتى صارت كلماتهم حكم بعد الزمان

والخلاصة اهمية خاصة للباحثين التعرف على التاريخ الصحيح والحقيقي واحترام عقولهم من اجل ان تبنى المعلومات على تسلسل صحيح وصحي ومعرفة اهمية القيادة وانها حاجة بشرية رافقت البشر منذ سيدنا ادم عليه السلام وهي منبثقة وان هناك قيادة الذات وهذه اهمية ستضح بسلسلة مقالات تبين اهمية قيادة الذات واهمية القيادة وحاج البشرية لقيادة الذات اولاً ثم قيادة المجتمعات والوصول الى قادة الفكر والعلم والخير وصولاً للقيادة الريادية

التعليقات مغلقة.