صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ساسة وسياسة!

0

يقول الكاتب الساخر مارك توين: السياسيون والحفاضات يجب تغييرهم باستمرار لنفس السبب! هؤلاء الذين يعملون في السياسة، نوع فريد من البشر، عاشرتهم على مدار عقود من عملي في الصحافة، إنهم يكذبون كما يتنفسون، ولا يُحرّمون ولا يُحلّلون، ولا خطوط حمراء لديهم، يتلونون كالحرباء، أو ربما يعلمونها كيفية التلون، في جيب أحدهم مليون قناع، كلها جاهزة للاستعمال، تشعر أن السياسة لديهم حالة عشق، يمارسونها بشغف عز نظيره، نادرا ما يجلسون مع أنفسهم، تشعر أنهم يفرون منها، خوفا من التقريع، أو لأنهم لا يطيقون أن ينظروا إلى أنفسهم في عيونهم في المرآة، لفرط ما يقترفون من أحابيل، تراهم دائمي الركض، و»ترقيص» سيقانهم، فهم على الأغلب في حالة قلق، وأرق، صحبتهم كصحبة نافخ الكير، إن تصبك شرارة من ناره، اختنقت برائحة كيره، وإن كان لا غنى للصحفي عن مصاحبتهم، ولقائهم، والصبر على مخالطتهم، معظمهم يفهمون السياسة ليس فن الممكن، كما هو شائع، بل فن السلب والنهب، وتكديس الغنائم، القابضون منهم على جمر الصحيح والحق، لا يطيقون العمل في هذا المستنقع، فهم إما ملفوظون مبعدون بعيدا عن «الملعب»، أو مبدعون في تسجيل الخسارات، فتجدهم لقمة سائغة في أفواه ذئاب الكار، ولهذا يصبحون على الدوام مجرد «ضحايا» أو أشلاء، ويكاد يتساوى في هذه الأخلاق، كل من غاص في هذا الوحل، بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو مدى التزامه الأخلاقي «المعلن» فكلهم سواسية، على اختلاف في نسب «المحلول الأخلاقي» في دم هذا أو ذاك! *** مما أعجبني من أقوال عن السياسة.. ويكمل دائرة ما بدأناه أعلاه.. بما أن رجل السياسة لا يصدق أبدا ما يقوله، فإنه يفاجأ إذا ما صدقه أحد. – شارل ديغول الدبلوماسي هو شخص يمكنه أن يقول لك عبارة «اذهب للجحيم» بأسلوب يجعلك تتطلع تلقائياً إلى تلك الرحلة. – كاسكي ستينيت إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ، والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق نبؤته. – ونستون تشرشل سيفعل السياسي أي شيء للحفاظ على وظيفته، حتى لو اضطر لأن يصبح وطنياً. – ويليام رونالدولف السياسة فن منع الناس من التدخل فيما يخصهم. – بول فاليري فن السياسة يتضمن أن تعرف بدقة متى يكون ضروريا أن تضرب خصما تحت الحزام بقليل. – كونراد أديناور *** كانت السيدة العجوز تعلم أن ابنها يعمل في الصحافة منذ عقود، ومع هذا، لم تكن تنسى كلما رأته، أن توصيه قائلة: إوعى تتدخل بالسياسة يمه، إحنا مش قدها، إمشي الحيط الحيط وقول يا رب الستيرة!
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.