صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تقرير عالمي: 12 مليون حالة إصابة جديدة بالسكري في العشرين سنة المقبلة

0

من المزمع أن يكشف تقرير رئيسي خاص بتوقعات انتشار مرض السكري من النوع 2 بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وَ39 عامًا، والذي يبلغ عددهم اليوم حوالي 63 مليون نسمة على مستوى العالم، عن ارتفاع معدل الإصابة بالمرض بنسبة 19٪ لتصل إلى حوالي 75 مليون نسمة (أي ما يقارب إجمالي عدد سكان تركيا) مالم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض. ويعادل هذا الرقم إصابة حوالي 12 مليون حالة سكري جديدة بحلول عام 2035 بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وَ39 عامًا.

كما تشير الدراسة إلى ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني، الأمر الذي كان نادر الحدوث؛ إذ يُسجَّل نصف عدد الحالات المصابة بالسكري من النوع 2 في بعض البلدان حاليًا في أوساط الأطفال والمراهقين.

ويحذر التقرير من أن العواقب الصحية للأمراض التي ترافق الإصابة بالسكري، والتي تتضمن أمراض القلب والسكتات الدماغية واعتلال الشبكية السكرية، والأمراض الكلوية وبتر الأطراف السفلية، أخطر مما كان يُتوقع، ما يستلزم سرعة الاستجابة لهذا النداء العالمي واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل صناع القرار حول العالم للحد من المعدلات المتزايدة لانتشار السكري. وتقدّر الدراسات بأنه يمكن تجنب حوالي 80% من حالات الإصابة بالسكري من النوع 2 عبر تغيير النمط الغذائي واستبداله بنمط متوازن وتعزيز النشاط البدني وتحسين أسلوب الحياة اليومية عمومًا قصدَ تحفيز الجسم على محاربة المرض.

كما تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في ازدياد أيضًا بين سكان العالم البالغين، وقد يصل عدد هؤلاء إلى 600 مليون تقريبًا بحلول عام 2035 (أي حوالي 10% من إجمالي عدد البالغين حول العالم)، إلى جانب تكاليف ضخمة يُتوقع أن تبلغ 627 مليار دولار حول العالم.

ومن المقرر أن تُعرض نتائج التقرير بشكل مفصل في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، أحد مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والذي من المزمع عقده في الفترة من 17إلى 18 فبراير 2015 في العاصمة القطرية الدوحة، ومن المتوقع أن يحضره ما يربو على 1,000 من الخبراء وصناع القرار من شتى أرجاء المعمورة.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور ستيفن كولاجيوري، رئيس منتدى السكري التابع لمؤتمر “ويش”، والأستاذ في الصحة الاستقلابية في جامعة سيدني بأستراليا: “يشهد عالمنا اليوم انتشارًا سريعًا للسكري من النوع 2 الذي بات يشبه الوباء، لكن أكثر ما يثير القلق أن نسبة الإصابة به في تزايد مستمر في أوساط الأجيال الشابة. ولذلك يهدف تقريرنا إلى تزويد صناع القرار بالمعلومات الضرورية لتقييم الآثار الصحية والاقتصادية المصاحبة للمرض، وتسليط الضوء على الدروس المستخلصة من التدخلات الناجحة وتوظيفها في نهاية المطاف عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها العمل على الحد من انتشار المرض. ومن الأهمية بمكان في هذا الإطار أن يشرع صناع القرار في تطبيق هذه التدخلات الناجعة لفائدة الأجيال الحالية والمستقبلية.”

من جهته، علّق اللورد دارزي أوف دينام، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر “ويش” ومدير معهد الابتكار في الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن، قائلًا: “ينبغي أن تتحول مسألة مكافحة ارتفاع معدلات مرض السكري من النوع 2 إلى أولوية عالمية؛ إذ غالبًا ما يُستهان بتأثير مرض السكري، وما يصاحبه من أمراض مزمنة، ولذلك نرمي من وراء عرض نتائج تقرير منتدى السكري تسليط الضوء على الحجم الحقيقي للمشكلة التي يواجهها العالم أجمع. إذن، لابد من أن نعمل سويًّا للحد من انتشار المرض قبل أن يتحول إلى وباء تصعب السيطرة عليه ويؤثر تأثيرًا سلبيًا هائلًا على الأجيال القادمة. ويسرّني هنا أن التقرير الذي أعدّه البروفيسور ستيفن كولاجيوري وزملاؤه يحدد خطوات عملية لمكافحة السكري سيتم عرضها خلال مؤتمر “ويش” المرتقب، آملاً أن تجد توصياتهم آذانًا صاغية.”

يجدر بالذكر أن مؤتمر “ويش” يسعى لتحفيز الإلهام ونشر الابتكارات وأفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، بحيث تتماشى أهدافه مع رؤية مؤسسة قطر ورسالتها الرامية لإطلاق قدرات الإنسان وتأكيد دور دولة قطر الريادي كمركز رائد للابتكار في مجال الرعاية الصحية.

ووفقًا للاتحاد الدولي للسكري، ستتركز أعلى معدلات انتشار مرض السكري في الفترة ما بين عامي 2013 وَ2035 في كلٍّ من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر. وسيرتفع معدل الإصابة بالسكري في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 96.2٪ بحلول عام 2035.

وبالإضافة إلى ذلك، لاتزال المملكة العربية السعودية والكويت ضمن لائحة أكثر 10 بلدان في العالم تعاني من أعلى معدلات لانتشار السكري منذ عام 2014، وذلك بحسب إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.