صحيفة الكترونية اردنية شاملة

بشرى للاردنيين ( التمكين ) جايكم‎

0

مع الاحترام لوزير التخطيط الدكتور ابراهيم سيف فان البشرى التي زفها الى الاردنيين عن موافقة الحكومة على مشاريع الخطة الوطنية لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين خلال العامين المقبلين والبالغ قيمتها أربعة مليارات ونصف المليار دولار لا تنسجم مع ما عرفت عنه من خبرة وذكاء ، لانه بمجرد ان يقول ان الاردن ( بحاجة ) الى هذا المبلغ من المجتمع الدولي فهذا يعني انه يناشد ويستجدي ومتى كانت هذه المناشدات تصلح لتكون أساسا لمشاريع وخطط !

مع ذلك لن أتوقف عند سياسة اقتصادية لسان حالها يقول ( الحاجة ام الاختراع ) وهذه المرة اخترعت لنا الحكومة المصونة مشاريع ( بعروى اللاجئين السوريين وبحسنتهم ) . سأتوقف عند ديباجة هذه المشاريع كما وردت في تصريحات وزير التخطيط فإنها تستهدف ” دعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين لخدمة وتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات المحلية ” وان مجلس الوزراء وافق على هذه المشاريع لتمكين هذه المجتمعات من خلال التركيز على المشاريع القصيرة والمتوسطة التي من شأنها ان تساعد على تحمل ازمة اللاجئين السوريين والتخفيف من آثارها على المجتمعات المستضيفة لهم.

لقد اصبح الشعب الاردني ” مجتمعات مضيفة للاجئين ” اي ان الاردن تحول من دولة مضيفة الى مجتمعات مضيفة ، وبدل التركيز على قضية وجود مليون و٦٠٠ الف لاجئ باعتبارها تسونامي سياسي وأمني واجتماعي واقتصادي يجب مواجهته بخطة واحدة تجمع الدولة والحكومة والشعب هدفها الضغط على العرب والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المشكلة وضرورة العمل على وضع حلول نهائية للقضية السورية ، فان الحكومة الرشيدة تضع خطة لمدة عامين لتنفيذ مشاريع ترسل الى العالم رسالة بان الاردن عازم على توفير إقامة دائمة للاجئين والثمن ٤،٥ مليار دولار تصرف على مشاريع وبنى تحتية تساعد على تمكين المجتمعات المستضيفة تحمل أعباؤهم !

و ( التمكين ) الذي يبشر به الدكتور سيف يذكر الاردنيين بحكاية التمكين الديموقراطي وما آل اليه من ( ازدهار ) الديموقراطية على يد حكومة النسور في العامين الماضيين ، حتى ان هذا التمكين اصبح علامة على ( الفعل المضاد ) والعمل الذي يناقض القول . وهذه المرة لن يغضب أحد اذا فشلت عملية (تمكين مشاريع الحكومة ) التي حولت الشعب الاردني الى مجتمعات تتسول السفراء وممثلي الامم المتحدة لتساعدهم على تلبية ( حاجتهم ) الى بضع مليارات للقيام بمشاريع صغيرة ومتوسطة كي يصرفوا على حالهم وكأن الحكومة نسيت ان اللاجئين هم السوريون وليس الاردنيين !

بكفي هذه الحكومة ( شطارات ) على حساب كرامة الشعب والوطن فالأردن والأردنيين تحملوا ويتحملون ما تنوء به الجبال من آثار سياسات ينقصها لغة الاعتزاز الوطني التي يشعر الاردني من خلالها بانه سيد نفسه في بلده وعلى ارضه وليس مجرد (مستفيد من اللاجئين ) وهو كلام يسمع بين وقت وآخر من ما هب ودب . الاردن بحاجة بالفعل الى المليارات لمواجهة الاعباء الثقيلة على اقتصاده وأمنه ومعيشة ابنائه ، لانه فتح أبوابه على مصراعيها لاستقبال اللاجئين ، فيما الآخرون اجتهدوا في إغلاق كل ابواب اللجوء أمامهم ، مع صوت عال منهم ، بانهم من يقف الى جانب الشعب السوري.

في هذا العالم العربي المتخبط في دوامات صراعات جهله وتخلفه لا يفيد هذه الحكومة لعب دور الهلال الأحمر اللي فاتح صدره لخدمة عذابات الانسانية ، وكفى تفكيرا بحلول رفع الدعم وإصدار بطاقة للخبز وغيره لان هذا سيقودنا الى شعب بطاقات و( المواطن ابو بطاقة ) وكأن الاردني لاجئ على ارضه ، أليس هذاما توحي به مشاهد الاف المواطنين وهم يتجمعون في طوابير امام البنوك لتسلم الدعم النقدي ؟

من دون سياسات واضحة وصريحة وقوية تجاه ازمة اللاجئين السوريين تستهدف دفع الآخرين الى تحمل مسؤولياتهم في دعم الاقتصاد الوطني ( وليس المجتمعات المستضيفة ) فان الاردن كله سيتحول الى مخيمات مستضيفة تدفع به الى وضع يكون فيه اليد السفلى ، ومن التجارب في سجل ( الحاجة ) من المانحين والمتبرعين فانه الحال في نهاية المطاف سيكون كحال الأيتام على مآدب اللئام.
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.