صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شهب غزة في سماء تل ابيب ..

0

نامت غزة على وقع دوي الانفجارات جراء القصف الجوي والبحري الذي تواصل طوال الليل . وبالمقابل اضاء ت قوافل صواريخ المقاومة وشهب غزة اجواء تل ابيب ومدن اخرى اضافة الى مستوطنات غلاف القطاع وما حوله .
رافق استمرار العدوان والعمل على صده حراك سياسي ودبلوماسي على الصعيدين الاقليمي والدولي من اجل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة ، خصوصا بعد فشل سلاح الجو الاسرائيلي في حسم المعركة ، او ضرب البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية لحركة حماس والفصائل المقاومة الاخرى .
حكومة اليمين في اسرائيل تريد تفعيل الوساطة من اجل التهدئة حسب شروطها من اجل انهاء الصراع داخل التركيبة الحكومية ( بيت نتنياهو ) الذي احتدم فيه الصراع الداخلي ، بعد توجيه اتهامات له بالتردد والارتباك ورفض الاستجابة لمطالب ليبرمان ونفتالي بنيت من اليمين المتشدد الذي يطلب اعادة احتلال القطاع .
الطائرات الاسرائيلية قامت بقصف المنازل والاحياء السكنية والمدارس والمساجد بزعم انها مخازن اسلحة ، وانها دروع لحماية حركة حماس ، حسب زعم نتنياهو وغيره من القيادات الاسرائيلية . حتى ان وزير الدفاع ، وبعد فشل العدوان الجوي ، طلب تشديد الحصار الاقتصادي ووقف تزويد القطاع بالوقود ، والهدف هو زيادة الضغط على حركة حماس وفصائل المقاومة للقبول بوقف القتال واعادة التهدئة التي يطلبها نتنياهو ، مع ضمان عدم اطلاق الصواريخ او انتاجها .
المطالب الاسرائيلية يقابلها شروط حماس والتي تطلب رفع كامل للحصار واطلاق سراح المعتقلين الذين اطلق سراحهم في عملية التبادل مع الجندي شاليط ، والذين اعادت اسرائيل اعتقالهم مؤخرا ، اضافة الى فتح دائم للمعابر مع السماح لحركة التنقل من والى قطاع غزة ، وكذلك ادخال المساعدات الطبية والغذائية والمالية الى غزة .
خلال ذلك قامت اسرائيل بتكثيف غاراتها الجوية على القطاع ، كما تم اشراك سلاح البحرية في هذا العدوان الوحشي الواسع . ويجري الحديث عن استعدادات للمعركة البرية ، لأن القصف الجوي لم يحقق اهداف الحكومة الاسرائيلية المنقسمة . ولكن الثابت ان الفريق العسكري والسياسي الداعم لنتنياهو ما زال يتردد في اتخاذ القرارللشروع في العملية البرية لانها ، وبعد التجربة ، ستكون مكلفة جدا في مواجهة صلابة المقاومة وصمود اهالي غزة الذين علقوا امالهم على صمود وقوة المقاومة القادرة على صد العدوان .
واذا تحدثنا عن الخسائر البشرية المتوقعة جراء العدوان البري ، فلا بد من الحديث عن الخسائر المالية ، وزيادة تكلفة العدوان العسكري الذي ارهق الاقتصاد الاسرائيلي ، والذي تجاوز خمسة مليارات شيكل حتى يوم امس ، حسب تقديرات الخبراء . والخسائر الاسرائيلية شملت القطاع السياحي المتضرر الاكبر، اضافة الى اغلاق مئات المصانع والشركات في منطقة غلاف غزة والجنوب والوسط في اسرائيل .
وهناك خسائر القطاع العسكري ، والذي يشمل دعوة 40 ألف جندي من الاحتياط الى الخدمة ، حيث بلغت تكلفة الجندي الواحد حوالي 170 دولار في اليوم ، كذلك تبلغ تكلفة اطلاق الصاروخ الواحد من مظلة القبة الحديدية حوالي 50 ألف دولار ، مع الاشارة الى ان كل صاروخ تطلقه المقاومة من غزة يحتاج الى صاروخين لاعتراضه . اضافة الى تكلفة تشغيل البوارج الحربية ، وطلعات الطائرت وثمن القذائف ، والتي تكلّف اسرائيل مبالغ طائلة ، بحيث لا تستطيع اسرائيل ، ولا اقتصادها تحمل تكلفة استمرار العدوان .
من هذا الواقع نرى ان اسرائيل مترددة في توسيع عملياتها الحربية في عدوانها على القطاع ، كما نرى انها تسعى الى التعجيل في طلب التهدئة عبر اتفاق جديد ، اي انها تنتظر من يرمي اليها بطوف النجاة ، او طوق الخلاص ، وقد تكون الولايات المتحدة او اي دولة صديقة لاميركا في المنطقة . والاسرائيليون على يقين اليوم ان الصمود في مواجهة العدوان هو هزيمة لاسرائيل وانتصار لعقيدة المقاومة وتيارها ليس في غزة فحسب بل في كل الجهات والاتجاهات التي تؤمن بالمقاومة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.