صحيفة الكترونية اردنية شاملة

على جواعد الدراسة

0

لقد مرّ علينا أشياء كثيرة يمكن للعقل ان يستوعبها في قصص الــ”عن بعد” ، الحب عن بعد ، التجسس عن بعد ، التحكم عن بعد، تفتيت الحصوة عن بعد ..لكن في حياتي لم أسمع ان شخصاً حصل على شهادة الدكتوراة عن بعد الا هنا في الأردن …كما لم أسمع في حياتي كلها أن شخصاً حصل على الدكتوراة “خبط لزق” في ثلاثة أيام وثلث.. بعد ان “نطّ” عن شهادة الماجستير بفصولها وساعاتها ومساقاتها ورسائلها ومراجعها ومناقشاتها وقام بتلزيق البكالوريس بالدكتوراة بصمغ الصمت التعليمي…
مجرد حصول نائبين برلمانيين مضارعين قبل أسابيع على مثل هذه الشهادة وهناك مثلهما ما زالا ينتظران ان تعطى “للطابعة” أمر ” طباعة” للشهادة التي حصلوا عليها “غمّض فتّح”…يفتح قريحة “الواحد”للكتابة…فقد لاحظت ان كل الأخبار التي نشرت خبر حصول النائبين عل شهادة الدكتوراة وضعت عبارة “على مقاعد الدراسة” بين قوسين لأنه في الواقع لم يكن هناك “مقاعد” ولم يكن هناك “دراسة”..وربما يكون التعبير الأكثر إنصافا على “جواعد الدراسة”..!!.
ثم كيف يحصل شخص على شهادة دكتوراه بهذه السرعة الفائقة ، ان مجرّد استخراج شهادة ميلاد من دائرة الأحوال المدنية تحتاج لساعتين، فكيف الحصول على درجة أكاديمية خلال ربع ساعة؟؟ ثم أي جامعة هذه التي لا تستطيع أن تحضر “صفّيف” ام مصمم جرافيك محترف…ليخرج الشهادات بشكل لائق…هناك ستة ألوان في الشهادة …احمر واصفر واخضر وأزرق وأسود وكموني….ثم لماذا كل هذه “العجقة” في الألوان…اسم النائب…وتاريخ ميلاده وجنسيته وتقديره بالأسود…وباقي الكتابة بالأزرق..؟؟؟ من جهة اخرى ما هو موضوع الرسالة التي قدّماها لنيل درجة الدكتوراه: “سيكولوجيا تهريب النصاب ” او ” مقتضيات اللزّ ع الحيط في الخطاب السياسي المعاصر”..!!
ترى..لماذا يعاني الأردني من عقد الدكتوراه دائماً..؟ لماذا يبحث عن الدال حتى لو كان على كرتونة…قبل فترة قام شخص مجهول بتأسيس مؤسسة فردية تحمل اسماً ينتهي آخره بالعالمي – لا أذكرها بالضبط الآن – هذا الرجل بدأ “يمعط” درجات الدكتوراه الفخرية لكل رواد العمل الاجتماعي والباحثين عن الوجاهة..كان يأتي إلى دواوين العشائر يبيع الشهادة بخمسمائة دينار للمخاتير ولمن يبحث عن الوجاهة ويسلمه اياها في ديوان عشيرته…العجيب ان بعضهم كان ينشر صورته متفاخراً على “الفيس بوك” من الرجل الذي يسلمه الشهادة…مع ان مانح الدكتوراة الذي يسلم الشهادة “كان لابس فروة”….
عمركو شفتوا رئيس جامعة بيخرج طالب وهو “لابس فروة”؟؟
غطيني يا كرمة العلي
طاسة وضايعة”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.