صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المي مقطوعة يا افندي!!

0

وزير المياه الدكتور حازم الناصر دق ناقوس الخطر وابلغنا اننا سنواجه ازمة مياه على صعيدي الزراعة والشرب ، واننا سنواجه صيفا حارا ، وان معاليه منكب الان على البحث عن حلول في ايجاد مصادر اضافية عبر خطط بديلة احتياطية بالتعاون مع الوزارات المعنية الاخرى .

وانا اقرأ تصريح الوزير الناصر تذكرت حكاية قديمة ، عندما كنت طالبا فتيا ، حين شاركت في تظاهرة طلابية وشعبية قبل نصف قرن ضد تحويل مجرى نهر الاردن . في ذلك الوقت لم اكن اعلم المعنى الحقيقي للمشروع الاسرائيلي سوى ان اسرائيل ستسرق مياهنا ، التي حددها مشروع اريك جونستون بحوالي 56 بالمئة من مياه نهر الاردن ، والباقي يتوزع بين سوريا ولبنان واسرئيل .

اليوم عرفت معنى تحويل مجرى النهر، وعرفت مدى حاجتنا لمياه نهر الاردن ، لأن المملكة قد تكون في مقدمة الدول الاقل حظا ، او الاشد فقرا للمياه في العالم ، مع ان الاحصائيات التي صدرت في مثل هذا الوقت من العام الماضي تفيد ان 19 دولة عربية تحت خط الفقر المائي ، ومن بينهم الاردن طبعا .

الاحصائيات التي اعلنها وزير المياه الدكتور الناصر حول معدل سقوط الامطار عندنا في الموسم الحالي هي مخيفة بالمقارنة مع المواسم في الاعوام الماضية. فهي لا تتجاوز 31 بالمئة . ويعلل معاليه هذا الواقع بالتغييرات المناخية غير المسبوقة ، التي تسببت بانخفاض كميات الامطار في الةقت الذي زادت فيه الحاجة الى المياه ، اي انخفض العرض مقابل زيادة على الطلب ، وهي في المنطق الاقتصادي تعني الدخول في حالة العجز .

وهذا العجز الواضح ، والذي يحذر منه وزير المياه سيؤدي حتما الى الاضرار في الزراعة اضافة الى حدوث ازمة في مياه الشرب في موسم الصيف خصوصا مع تزايد متواصل في السكان والزوار نتيجة الحروب الدامية من حولنا والتي لا نعرف كيف واين ومتى تنتهي .

واذا كانت الحضارات تتكون وتنهض حول ضفاف الانهار او منابع المياه منذ عمق التاريخ ونشوء البشرية ، فهذا يعني ان الجفاف يهدد الحضارة وحياة الانسان ، وربما تقود الاوضاع الصعبة الى نشوب الحروب من اجل المياه . لأن الجفاف يعني زحف التصحر الى موطن السكان ، وعلى حساب رفاهيتهم واحتياجاتهم الضرورية للحياة . ومن هنا نسأل : ما هي البدائل التي تبحث عنها وزارة المياه ، وما هي الخطط البديلة ؟

اذا كنا نتطلع شمالا نحو الشقيقة الجارة سوريا فلا اعتقد ان هناك من نتفاوض معه لأننا لا ندري من الذي يسيطر على مصادر المياه في منطقة الحدود . واذا كنا نتطلع نحو بحيرة طبريا ، فاسرائيل لا تعطينا حتى الان حصتنا من المياه المنصوص عليها في اتفاقية السلام في وادي عربة ، خصوصا ان ليس لدينا ادوات ضغط كافية على اسرائيل ، وهي التي تسرق مياه الضفة المحتلة ومياه الجولان وتحاول باستمرار السطو على مصادر المياه في جنوب لبنان . وهنا يبقى السؤال : ما هو الحل، وكيف سيدبرها معاليه ، والمي مقطوعة يا افندي!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.