صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دييجو فورلان.. وريث ثقافة كروية عتيدة

0

ينتمي دييجو فورلان لعائلة يمكن اعتبارها سلالة كروية في الأوروجواي؛ بالنظر للمسار التاريخي الموفق في لاسيليستي لجده خوان كارلوس كوراسو ووالده بابلو فورلان، فإنه يحمل لا محالة على عاتقه مسؤولية الدفاع عن صيت عائلته الكروي. وقد رسم الملامح الأولى لهذه الإستمرارية وكتب صفحة لا تنسى في تاريخ كرة القدم الأوروجوايانية بتتويجه بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010، رافعا بذلك راية بلد تعداد سكانه قليل بالمقارنة مع البرازيل والأرجنتين الجارين والغريمين الكرويين اللذودين. وما السر في ذلك؟ إنه بدون شك الإلتزام والإنضباط للثقافة الكروية الأوروجوايانية التي ورثها عن عائلته.

باتت كتيبة لاسيليتي قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية عشرة في تاريخها حيث أبلى فورلان البلاء الحسن في مبارة الملحق الدولي لتصفيات كأس العالم FIFA بعد اكتساح الأردن بخمسة أهداف دون رد الأسبوع الماضي. وتحمل كأس العالم البرازيل 2014 معنى خاص لفورلان، إذ سيخوض غمار المنافسة للدفاع عن جائزة كرة adidas الذهبية التي نالها في 2010 وسيكون له شرف القتال من أجل ذلك في بلد الفريق الذي لعب له والده ويلعب في صفوفه حاليا نادي إنترناسيونالي. وقبل خوض المباراة الثانية من الملحق، تحدث فورلان لموقع FIFA.com عن ذكرياته في كأس العالم وبخاصة نسخة 2010.

تاريخ عائلتكم الكروي حافل بالإنجازات منذ عهد جدكم. كيف تواجه هذا الإرث؟
دييجو فورلان : كإبن، كان من الجيد إن تعرف أن أباك شخص ذائع الصيت. حين كنت أرافقه، كان الناس يصيحون “أنظروا إلى ابن فورلان!” كان ينتابني الفخر جرّاء ذلك. أنا عضو في عائلة حملت للأوروجواي لقب كأس أمريكا الجنوبية في ثلاثة أجيال. لا أعتقد أن هناك عائلة أخرى في الكون لها نفس الإنجاز. إنه إنجاز يشهد عليه التاريخ. وهي عقيدة كروية ورثتها وأنا بدوري سأرويها لولدي إن شاء القدر أن يكون لي ولد. من الجميل أن تعيش إحساسا كهذا، إنها طريقتي في مواجهة الحقائق، وهكذا فعل والدي مع إرثه وأظن أنه سعيد لذلك.

اشتغلت كثيرا في صقل هذه الثقافة الكروية في مسارك الشخصي والمهني. كيف ذلك؟
نعم. وخير مثال على ذلك كان في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 وبالضبط في المباراة التي جمعتنا مع المنتخب المضيف. استخدمنا الزي الأحمر كثاني زي للمنتخب، مع العلم أن الأحمر ليس من ألوان الأوروجواي… قالوا أننا استخدمناه لأننا لم نفز بألون أخرى، لكن عند التمعن، لاحظت أن المشكلة ليست في الألوان، لأننا لم نفز سابقا لا بالزي الأزرق ولا بالأبيض ولا بالأحمر. وزيادة على ذلك، لا يمثل الأحمر ألوان الأوروجواي. حينها ذهبت للتحدث للمسؤول عن الملابس الذي كان معنا منذ فترة طويلة. وسألته عن سبب لعبنا باللون الأحمر وعن إمكانية تغيير اللون واللعب بالزي الأبيض وهو لون من ألوان رايتنا. ووافق وطلب مني الحديث إلى لوجانو (كابتن الفريق) والمدرب والمسؤولين. وتحدتث إليهم ووافق الجميع ولعبنا بالزي الأبيض. وفي أول مباراة لنا بذلك الزي، فزنا بنتيجة 3ـ0.، ناهيك على أنه كان زيا جميلا وراق الجميع. وحقق ذلك الزي نجاحاً في المبيعات.

عانت الأوروجواي الأمرّين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 واضطرت لخوض الملحق. كيف لمنتخب عانى صعوبات في التصفيات أن يرفع رأسه من جديد، كما فعلتم في كأس العالم 2010 ووصلتم للمربع الذهبي؟
بالنسبة لنا، نحن الأوروجوايانيين، دائما ما نمر بمراحل حالكة في التصفيات. كل المباريات صعبة ونحن نسعى دوما لحضور العرس الكروي العالمي. إنها حقيقة مطلقة لكل أوروجواياني. تمثل كرة القدم الشيء الكثير للأوروجواي. وقد كان إقصاؤنا من كأس العالم ألمانيا 2006 مؤلما للغاية. وفي 2010، خضنا الملحق أمام كوستاريكا. وحين حجزنا بطاقة المرور، أدركنا بأن العمل الذي بدأناه بعد الإخفاق في التأهل لكأس العالم 2006 اكتمل وما كان علينا سوى استغلال مشاركتنا بكأس العالم.

كانت مشاركتك في كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010 مثمرة للغاية، ونلت فيها جائزة الكرة الذهبية وهي الجائزة التي فاز فيها من قارة أمريكا الجنوبية نجوم من أمثال رونالدو وروماريو ومارادونا…
أعتقد أنه أمر مذهل! أن ترسم لنفسك صورة في صفحات التاريخ. أن يسجل اسمك إلى جانب هؤلاء إنه لأمر مذهل. أحيانا لا أصدق ذلك. كنت على أحسن حال في تلك السنة، وتدربت كثيرا واشتغلت باستمرار مع نفس الأشخاص. وقبل بدء النهائيات، خضت نهائي كأس الملك مع أتليتيكو مدريد ضد اشبيلية وانهزمنا. ولعبنا كذلك في الدوري الأوروبي UEFA وفزنا ضد فولهام. وكان لهذه المواجهات الدور الإيجابي في تحسين مردودي في كأس العالم. كل هذا ينضاف إلى العمل الذي قام به الفريق الذي عمل سويا منذ كأس أمريكا 2007.

في ملحمتكم التاريخية التي أوصلتكم لنصف نهائي كأس العالم؛ كنت شاهدا حيا على التمريرة الأكثر إثارة وتشويقا في البطولة: اليد المنقذة للويس سواريس أمام غانا. أين كنت حينها وماذا دار في خلدك؟
كنت في وسط الميدان. أتذكر أنها كانت ضربة خطأ من جانب منطقة العمليات. وعند تنفيذ الضربة وقع احتكاك داخل المربع وكنت أفكر فقط في أن يتمكن لاعب من إبعاد الكرة من هناك بالسرعة اللازمة. واستمرت الكرة في الدوران من مكان لآخر في نفس المنطقة إلى أن… لا أدري، يد سواريز! وقفت جامدا في وسط الميدان. في نفس المكان الذي كنت فيه. كانت ضربة جزاء لغانا في آخر دقيقة من الوقت الإضافي. وفي الحقيقة، فكرت حينها في الطائرة التي ستقلع بنا للديار. لم يكن لدي شيء آخر أفكر به في تلك اللحظة. وحين نفذ اللاعب الغاني ضربة الجزاء واصطدمت الكرة بالعارضة ولم تدخل المرمى، أحسست بشعور في معدتي. كان أمرا مذهلا!

هل كنتم محظوظين أم أنه عامل التجربة؟
عادة ما ينقص منتخب الأوروجواي الحظ. يجب علينا أن نلعب بشكل جيد لبلوغ أهدافنا. لسنا كالبرازيل التي تلعب جيدا ويلازمها الحظ. وهذا لا يعني أنني أقصد أن البرازيل تربح بالحظ. لا! تملك البرازيل لاعبين جيدين ولها ثقافة كروية عريقة. نحن على سبيل المثال لكي نفوز على البرازيل يجب أن نلعب بـ 200% من إمكانياتنا، وحين نلعب بـ 70% من قدراتنا أمامهم، غالبا ما نخرج من المباراة بخفي حنين، بحيث يستعصى علينا هزمهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.