صحيفة الكترونية اردنية شاملة

احزاب وشباب !!

0

يتحدث الجميع عن العالم الجديد الذي بدأ يتشكل منذ التوافق الروسي الاميركي ، ويكتب الجميع عن التحالفات الدولية التي تتغيرعلى قاعدة مصالح كل دولة او محور، ولكننا لم نتحدث او نكتب عن المتغيرات الداخلية منذ الحركة المفصلية في المسيرة الاردنية المعاصرة ، والتي بدأت في العام 1989، وعلى قاعدة اطلاق الحريات العامة ومشاركة الاحزاب في السلطة.
كلنا يعرف ان في العقود الزمنية التي سبقت هذا التاريخ كان المنتمون للاحزاب المحذورة يواجهون الاعتقال والسجن باحكام قانون مكافحة الشيوعية والانتماء الى احزاب منحلة او محذورة ، حين كانت تعرفة الشيوعي 15 عاما والبعثي او اليساري او متفرعات حركة القوميين العرب 3اعوام او أكثر بقليل . وفي ذلك الوقت كان الاخوان المسلمون وحدهم سادة الساحة يسرحون ويمرحون في كنف الدولة وتحت جناحيها.
ودارت الايام ، وحدثت حركة التحول بخطوة اصلاحية واسعة ، فتم رفع الحظرعن المنتسبين للاحزاب القومية واليسارية بخوض الانتخابات النيابية وممارسة العمل السياسي العلني ، بل المشاركة في السلطة ، فصار من هذه الاحزاب عدد من النواب والوزراء والاعيان وكبار الموظفين في مؤسسات الدولة. في حين انتقل انصار الامس ( الاخوان المسلمون) الى خندق المعارضة ، رغم مشاركة بعضهم في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، بحيث تم خلط الاوراق من جديد بشكل غير خريطة العمل السياسي الحزبي في الاردن .
امام هذا المشهد المتغير المتجدد يمكننا القول ان بعض التغيير قد حصل وان هامش الحريات اخذ مساحة اوسع ، ولكن عملية الاصلاح السياسي والاداري والاقتصادي والاجتماعي لم تتسارع ، بل على العكس فقد اخذت تتباطأ وتتراجع ، بفضل قوى الشد العكسي . وهذا الواقع المقلق تسبب بعزوف الشباب والطلاب عن الانتساب للاحزاب الاردنية المحلية التي ترفع كلها شعارات وطنية اصلاحية .
والحقيقة ان الاحزاب ، او معظمها تشكل من مجموعة من السياسيين والنشطاء الكبار في السن وما زالت هذه الاحزاب تفتقر الى عنصر الشباب او دم الشباب الذي يزيدها حيوية وقدرة على الحركة، لأنه لا يمكن ان يتحقق الاصلاح السياسي دون اقبال الشباب والطلاب على المشاركة في العمل الحزبي والنشاطات السياسية . ويجب ان نعترف ان عزوف الشباب سببه تراكمي بالتجربة ، فما زال الشاب أوالطالب أو حتى المواطن العادي يخشى الانضمام لحزب ما خوفا من عدم السماح له بالعمل في مؤسسات الدولة .
والسبب الثاني هو عدم السماح للاحزاب الاردنية باقتحام ساحات الجامعات حيث التجمع الطليعي الحقيقي لعنصر الشباب ، وحيث الطلاب الذين يستعدون او يتأهبون لقيادة المستقبل ، والذين يحتاجون في هذه المرحلة الى توجيه وطني وتربوي حقيقي.
حتى الان لا نرى سوى المحاربين القدامى يقودون الحركة الحزبية في الاردن ، وهؤلاء هم الذين يشكلون المعارضة ، وهم الذين يشاركون في السلطة.
وهنا نقول بكل صراحة ان التغيير بدأ في الاردن ، وفي مرحلة ما ، ومن الواجب استمراردعم حركة البناء والاصلاح وبمشاركة الجميع من اجل الاردن الافضل والاقوى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.