صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فرص أوباما لتحقيق أي إنجاز باتت شبه معدومة

0

من الذي يرغب وهو في كامل قواه العقلية أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة؟ أصبح عهد الرئيس باراك أوباما عبارة عن رسالة تحذيرية، مفادها أن عليك أن تكون حذراً من الأشياء التي ترغب فيها؛ هناك احتمال أن تنجح في تحقيقها بالفعل. في الداخل تبدو فرصة أوباما لإنجاز أي شيء إما أنها ضئيلة للغاية، أو لا وجود لها بعد الصدمة المفاجئة التي جاءت في الأسبوع الماضي من حزب الشاي.
وأثناء ذلك، تلقي الوحدات التي دربتها الولايات المتحدة في العراق أسلحتها وتهرب أمام قوات القاعدة الأقل عدة وعدداً عند أول مواجهة معها. حتى بغداد نفسها تبدو معرضة للخطر. إنه وضع نجد فيه أن الحقيقة تباغتنا. تعتبر وظيفة القائد الأعلى للولايات المتحدة، على الورق، هي الأقوى في العالم. لكن من الناحية العملية أصبحت قدرتك على تغيير الأشياء تتلاشى، ومع ذلك لا يوجد حد لقابليتك للوقوع تحت اللوم من قبل الآخرين. ونكرر السؤال: من المجنون الذي يرغب في هذه الوظيفة؟
الجواب عن ذلك، بطبيعة الحال، هو أن كثيرين يرغبون في ذلك، ومنهم هيلاري كلينتون، لكن ربما عليهم أن يعيدوا التفكير في ذلك. تراجع أوباما في الداخل ليستخدم استراتيجية “الورقة والهاتف” التي سيُعمِل من خلالها سلطاته التنفيذية للدفع نحو التغيير. وتشمل إجراءاته هذه مبادرات قيمة، مثل القوانين الأخيرة الرامية للحد من انبعاث الكربون من معامل توليد الكهرباء. وبعد طرد إيريك كانتور، الزعيم المحافظ في الحزب الجمهوري على يد حزب الشاي، يُرجح أن يأمر أوباما بتخفيض عدد حالات إبعاد المهاجرين غير الشرعيين. لقد كان أوباما هو الذي صعَّد من عمليات الترحيل، في محاولة لا فائدة منها لإقناع أناس مثل كانتور بدعم إصلاح قوانين الهجرة. لكن هذا يعتبر الآن مشروعاً ميتاً.
يستطيع الرئيس الاستمرار في الإدلاء بالخطب الكبيرة حول أولوياته الحقيقية مثل رفع الحد الأدنى للأجور، ورفع مستوى البنية التحتية في الولايات المتحدة، وجعل العمل مجزياً للطبقة الوسطى وهكذا. لكن الكونجرس لن يستجيب لذلك. وأغلب استراتيجية الورقة والهاتف هو اعتراف بالعجز. ومن بين المبادرات المقررة هناك برنامج للإنترنت السريع في المدارس بتكلفة مليار دولار، وتدشين ست مؤسسات بحثية في التصنيع، وتكوين حساب معفى من الضرائب للمتقاعدين مستقبلاً. وعلى الرغم من هذه المساعي المشكورة إلا أن التدرج في تنفيذ هذه الخطط يذكرنا بفترة رئاسة بيل كلينتون الثانية التي انشغل فيها باستمرار بالتصريحات حول رقائق “في” V-chips – وهي تكنولوجيا توضع في أجهزة التلفزيون لحجب بعض البرامج غير اللائقة – والزي المدرسي. وعلى الرغم من ضيق مجال اللعب في هذا الميدان، إلا أن نجاحها ليس مضموناً. مثلاً، كان أول عمل قام به أوباما هو طلبه إغلاق مركز الاعتقال في خليج جوانتانامو، لكن ما زال هذا المركز، بعد خمس سنوات من ذلك، مستمراً في عمله بقوة.
والآن دعونا نفكر فيما يحدث في العراق، وهو القضية التي اعتمد عليها أوباما في أول مسعى له لدخول البيت الأبيض. فقد بددت الولايات المتحدة بسخاء أكثر من تريليون دولار بشكل مباشر، وربما المبلغ نفسه مرة أخرى على شكل دفعات فوائد، وتكاليف فرص، منذ الاجتياح الذي قام به جورج دبليو بوش في عام 2003. وأنفقت الولايات المتحدة 25 مليار دولار على تدريب وتجهيز الجيش العراقي، المكون من نفس الناس الذين يهجرون العتاد الأمريكي عند أول زخة رصاص يسمعونها. سحب باراك أوباما في عام 2011 آخر القوات الأمريكية وقال “إن العراق يستطيع الوقوف على قدميه”. واليوم يتعرض لضغوط لشن هجمات جوية – وربما أكثر – للدفاع عن العراق من الإرهابيين نفسهم الذين قال “إنهم سيُهزَمون بعد مقتل أسامة بن لادن”. القاعدة تعيد تجميع صفوفها من نهر الفرات إلى الساحل الإفريقي .
الاقتصادية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.